Wednesday, June 17, 2009



مزامير

المزمور الأوّل

أعشق أسكندريّة ،

واسكنريّة تعشق رائحة البحر ،

و البحر يعشق فاتنة في الضفاف البعيدة !

***

كلّ أمسية ؛ تتسلّل من جانبي

تتجرّد من كلّ أثوابها

و تحلّ غدائرها

ثمّ تخرج عارية في الشوارع تحت المطر !

فإذا اقتربت من سرير التنهّد و الزرقة

انطرحت في ملاءاته الرغويّة ؛

و انفتحت .. تنتظر !

و تظلّ إلى الفجر ..

ممدودة – كالنداء

و مشدودة – كالوتر

... ... ...

و تظلّ .. وحيدة !!                               

المزمور الثاني

قلت لها في اللّيلة الماطرة

البحر عنكبوت

و أنت – في شراكه – فراشة تموت

و انتفضت كالقطّة النافره

و انتصبت في خفقان الريح و الأمواج

( ثديان من زجاج

و جسد من عاج )

و انفلتت مبحرة في رحلة المجهول ، فوق الزّبد المهتاج

ناديت .. ما ردّت !

صرخت .. ما ارتدّت !

و ظلّ صوتي يتلاشى .. في تلاشيها ..

وراء الموجة الكاسرة )

... .... ....

( خاسرة ، خاسرة

إن تنظري في الغريمة الساحرة

أو ترفعي عينيك نحو الماسة التي تزيّن التاج ! )

المزامير 3 

لفظ البحر أعضاءها في صباح أليم

فرأيت الكلوم

ورأيت أظافرها الدمويّة

تتلوّى على خصلة " ذهبيّة "

فحشوت جراحاتها بالرمال ،

و أدفأتها بنبيذ الكروم .

... ... ... ....

و تعيش معي الآن !

ما بيننا حائط من وجوم

بيننا نسمات " الغريم "

كلّ أمسية ..

تتسلّل في ساعة المد ، في الساعة القمريّة

تستريح على صخرة الأبديّة

تتسمّع سخرية الموج من تحت أقدامها

و صفير البواخر .. راحلة في السواد الفحميم

تتصاعد من شفتيها المملّحتين رياح السموم

تتساقط أدمعها في سهوم

و النجوم

( الغريقة في القاع )

تصعد ... واحدة .. بعد أخرى ..

فتلقطها

و تعدّ النجوم

في انتظار الحبيب القديم !



Friday, June 12, 2009

أم في الاوبرا احيانا


أم في الاوبرا احيانا في هذا الوقت من كل عام تبدأ في اصطحاب ابنتها الى الاوبرا حيث تكثف مرات التدريب استعدادا لحفل البالية السنوي للاطفال الذي تقيمه الاوبرا بأسم حفل تنمية المواهب .تذهب بصحبة ابنتها و كتابها الذي تقرأ فيه بعد دخول ابنتها قاعة التدريب ,حيث تخرج الكتاب و سيجارةتشعلها بجوار فنجان القهوة تحاول اقتحام عالم الكتاب منعزلة به عن كل من حولها, محاولة احداث طقس خاص بها لم يكن لها يوما طقوس محدد فبرغم حبها لمذاق القهوة الا انها لم تعتاد ان تحتسيها في اوقات محددة بعينها و لكنها احيانا تشتاق الى مذاقها شأنها في ذلك شأن السيجارة أحيانا تصبح شرهه لها و أحيانا اخرى تضيق حتى من رائحة دخانها , كان هذا الامر يسبب لها ازمة فهي لم تعتاد مثلا ان يكن لها مشروبا محدد في الصباح لا تفيق بدونه كما كانت تسمع من حولها يتحدثون دائما , فغالبا يستهويها شئ اليوم يصبح لا معنى له غدا .اثناء استغراقها في عالم الكتاب و حواراتها الدائمة مع ذاتها التي لا تصطحب سواها دائما في نهاية الامر , أقتحم عالمها السابحة بين شطآنه سيدة تحمل ملامح هادئة مبتسمة, تتكلم بود وكأنها تعرفها منذ زمن بعيد , بدأت في حديثها عن رحلتها مع ابنتها لشراء مستلزمات الحفلة من توك للشعر و ادوات لاستكمال زينتها اثناء الحفلة , تذكرت انها تحتاج ان تفعل نفس الشئ مع ابنتها , كانت تنظر للسيدة محاولة التوصل معها في الحديث ,محاولة ان تكون أم مثلها لكنها دائما كانت نصف أم, نصف زوجة, نصف سيدة محيطة كل هذا بمشاعر طفله حالمة مازلت تهفو الى كلمة حب, لمسة رقيقة تشع دفء و امانا داخل روحه الهائمة بلا مستقر علها تبدد وحدتها الدائمة .في هذا اليوم دعتها تلك السيدة الام الى الانضمام الى كوكبة من الامهات من اعلى الرأس حتى أطراف اصابعهن, تظل كل واحدة منهن قابعة في مكانها مجندة لتلبية أحتياجات أطفالها اللائي يحملنهم معهن أثناءالتدريب بالاضافة الى بناتهن اللائي داخل التدريب وتدور بينهن حورات كثيرة عن البيت و الزوج يشوبها احاديث عن العمل اذا كن يعملن أو عن اصطحابهن لاطفالهن الى الانشطة المختلفة التي يمارسوها, فهن سيدات من الطبقة المتوسطة الميسورة الحال ليسوا مثلها من الطبقة المتوسطة الكادحة, ظل الامر على هذا الحال هن يتحدثن و هي تحاول جاهدة التواصل معهن دون جدوىوكأنها من عالم آخرغير عالمهن او ربما هن هبطنا على عالمها فجأة فأحدثوا اضطراب .مع استمرار الحديث و محاولتها للتواصل هبطت عليهن سيدة تلهث نتيجة لتأخرها الشديد عن ميعاد التدريب ,أدخلت ابنتها على عجل و التحقت بمجموعة الامهات التي انضمت لهن و كانت يبدو علي وجهه ملامح جادة حائرة وكانها تحمل داخل جعبتها خبر نهاية العالم .وقد لفت انتباههن ملامح وجهها فبدأن يسألنها ,عندها بدأت تحكي لهن ما حدث في شركة البترول التي تعمل بها و كيف ان الخبير الامريكي التقى بعدد من العاملين بالشركة ثم التقى بخبيرة اوربية على انفراد ولا يمنع من مصاحبة عباراتها ببعض الغمز و اللمز على كلمة انفراد , امريكي و اوربية و على انفراد تخيل ماذا يمكن ان يحدث بينهما,ثم تبع ذلك لقائه مع خمسة من المديرين وظلت اعداد من التقى بهم تتزايد حتى القت بالخبر الذي هبط عليهن كالصاعقة وهو ان هذا الخبير مصاب بانفلونزا الخنازير .أصابتهن حالة من الهلع و بدأن يجمعن صغارهن وكان الخبير الامريكي قادم ليلتقي بهن و صغارهن ايضا ,بدأت عاصفة من الاسئلة عن عدد من انتقلت اليهم العدوى و هي تدلي بتصريحاتها الخطيرة التي تخفيها الشركة عن العالم, في البداية كانوا اثنين عندما اعدن عليها السؤال اصبحوا خمسة و في كل مرة يتكرر فيها السؤال يتضاعف العدد حتى كادت ان تجزم ان الشركه كلها اصيبت بالعدوى ماعدا هي التي انقذتها العناية الالاهية لانها في اجازة منذ اسبوعين و عندما سألتها فتاتنا ببراءة شديدة عن مدى تأكدها من صحة الخبر نظرن اليها جميعا وكأنها ليست من هذا العالم الذي يعشن فيه هن و صغارهن و اخبرتها احدى الامهات باهمية ان تتابع الاحداث في الاخبار لان عدم اهتمامها سيعرض اطفالها للخطر و اخرجت سريعا منديل ورقي معطر و ظلت تمسح به وجه و يد ابنتها و تكرر هذا الامر عدد مرات بقلق و فزع حقيقي و كأن الوباء يحصد الالاف بالخارج ,و هي لا تجد مخرج للنجاه ا

Wednesday, June 10, 2009

هناك



تسير امال حزينة ضجرة كما اعتادت هذه الايام, تحمل نفسها بشدة لتخرج من البيت, كل ما يدور حولها يدفعها الى البقاء ماعدا رغبة ملحة في ان تصنع حياتها بيدها لاول مرة في تاريخ عمرها الطويل القصير.
تركت العالم كله من حولها يشكل لها تفاصيل حياتها حتى اصبحت جسد يسير حاملا كفن روحه على يده ,تصرخ داخل صمتها الابدي يكفيني هذا اريد ان احيا , ان كنتم تحبونني كما تتدعون , دعوني الحق بسنوات عمري اللاهثة بحثا عن ذاتى التائهه دون جدوى .
التقت بهم , من هؤلاء ؟لا تدري وجوه تلتقي بها أحيانا و تختفى من مجالها البصري احيانا اخرى,لم يكن لها اصدقاء دائمين طوال عمرها, دائما تتقلب بين اطياف من البشر, هل لانها لا تجيد فن التواصل ؟ ام لان حياتها دائما مضطربة في حالة صعود و هبوط دائمين؟هي حقا لا تحمل اجابة حقيقية لكل اسئلتها تشعر انها في دوامة طويلة من عدم الفهم.
التقت بهم واقترح احدهم مكان ,ذهبت بعيدا ,هنا اعتادت ان تلتقي بمحبوبها وهنا كانت تنفصل عن العالم سابحه كفراشة في عالمهما الخاصة ,تطير حره لاول مره تحكي و يتورد وجهها عشقا ينظرا معا الى السماء بلونها الازرق الصافي صفاء مشاعرهما المنطلقة ببراءة طفلين يلهوان بسعادة كانت تظن يومها انها تملكها وانهما كيان واحد ظل ناقصا حتى أكتمل بروعة اللقاء كانت تظن انهما اكتفي بعالمهما الخاص عن كل ما يحيط بهما.
أعتادت بعد ضياع هذه الايام ان تتعمد العبور بجوار المكان تستعيد طاقة الحلم ,يمتلئ كيانها بهجه, تتطاير فرحه, معلقة بصرها على بوابة المكان ,متمنية ان يخرج منه يتلقفها بين ذراعيه يطيرا معا الى عالمهما الذي خلقاه باوهامهما الخاصة, كم كانت تهواه ,مرات عديده عبرت امام هذا المكان القدسي حامله نفس الحلم بين جنبات قلبها الواهم, لكنه ظل مجرد حلم .
ظلت تتعمد العبور حالمه في هذه المرات ان يعود اليها احساسها المبهج برؤية المكان, متمنية ان تستعيد املها في ان تراه لكن البهجة ذهبت و الرغبة في رؤيته صارت باهته يشوبها مشاعر أمرأة ارضية تحاول جاهدة ان تهجر الحلم الوهمي.
الان ستذهب الى المكان ,ستدخله لن تكتفي بالتحديق في الباب باحثة عن حب ضائع, راودتها أمالها ولكن ليس بنفس القوة السابقة مجرد أمال مبتورة لوهم الرؤية التي تعلم جيدا انه لن يتحقق , أصبح هناك الان مساحات ارض شاسعه تفصل بينها و بين حبيب باتت تعتقد انه لم يكن الا وهم مثل باقي الاوهام التي اعتادت ان تنسج خيوطها داخل اطار خيالها المتعطش لوجود حبيب اسطوري يصعب وجوده بين عالم البشر , تسعى الان جاهده ان تنسلخ من خيالاتها بحثا عن حياة حقيقية تخلو من أوهام لم ولن تتحقق , باحثه عن امال جديدة تصنعها بيدها لا تنتظر فيها اطياف بشر تذهب سريعا و لا يبقى منها سوى انكسار ضياع الحلم.
دخلت توقفت لحظات ترقب بصماتهما التي سجلاها معا هنا و هناك, تنظر الى زجاجه خشبية كبيرة وضعت اعلى المكان, اخبرها الحبيب ذات يوما ان معشوق صاحبة المكان اهداها لها بعد ان صنعها بيديه و انها بقيت في هذا المكان طوال حياتها و ماتزال باقية حتى بعد مماتها لم يخبرها ما الذي حدث لحبهما و لم تهتم هي بسماع باقى الرواية كانت هائمه في حبه تغذي تلك الرواية رغبتها في ان يبقى الى جوارها ما بقى لها من عمر.
وقفت باحثة عن ما كان داخلها في تلك اللحظات , لكنها لم تجد داخلها شئ منه , تتساءل لما كانت ترى هذا المكان رائع؟ضيق هو ,مقبض, يكتظ ببشر يحملون وجهه غريبة غير مؤلوفه, غير محببه لم يعد عندها رغبة في البقاء ,جلست قليلا مع من ذهبت من بشر ثم تعللت بانها لابد ان تنصرف الان فلديها اعمال كثيرة اخرى تريد ان تنهيها .
خرجت فاتحه صدرها لاستنشاق هواء نقي بعيدا عن هذا المكان المقبض , متخذه قرار انها لن تعود اليه مره اخرى فلم يعد هو نفس المكان الذي ارتادته يوما ما و لم تعد هي نفس الحالمه التي جاءت يوما محاولة بكل طاقتها ابقاء طيف وهمي ادمى قلبها البرئ حتى الموت ليولد مكانه قلب أخر لا يبحث عن الاطياف , تريد ان يلمس البشر و يشعر بنبضهم على الارض ليس في سماء عاليه لا وجود لها على ارض الواقع.