Wednesday, August 3, 2011

أرهقني التفكير

 أرهقني التفكير 
يدور في فضاء عقلي الشاسع  و قلبي المرتجف  حيرة ممتزجة بسؤال أحاول أن أجد له جواب لما جف نبع الكلمات المنهمر من عقلي الى صفحاتي البيضاء فجأه ؟ كأن عالم الكلمات كان حاضر فأصبح ماضي يتلاشى بالتدريج .
كلما حاولت تسجيل ما يدور في عقلي اجدني ادفع روحي بالقوة لتجلس في وضعية الاستعداد للكتابة و لكن بمجرد محاولة تسجيل بعض الافكار ينتابني  انقباض شديد و تتسارع الافكار و تتصادم و تخطلط ثم تبدأ في التبخر .....
طنين يسد اذني يتصاعد الى عقلي يفقدني القدرة على فعل شئ ... ارتخاء شديد في جسدي .. رغبة لا تقاوم في النوم .... هل هذ ما يعرف بالهروب ؟ ربما ! أو قد تكون الاجابة : أكيد .
متى بدأت حالة الفرار التي تنتابني ؟ منذ  بدأت ثورة 25 يناير ! ام انها بدأت قبل هذا التوقيت ؟
منذ سنوات ليست بالبعيدة , قررت ان اسجل ما يدور في ذهني مختلط بما يدور حولي من احداث لأحمي نفسي من انفجار داخلي قادم لا محالة,  سخرت من نفسي و ازماتها , سخرت من عملي و ما فيه من كوارث و انزاح حجر الصمت و تحول الى احرف تتجمع لتصبح كلمات تخط على الورق , أصبحت قادرة على الالتقاط الانفاس و بدأت مرحلة التفكير فيما يمكن ان افعله على ارض الواقع بعيدا عن سيل الكلمات الذي بدأ نبعه يجف و اثناء محاولاتي القاسية لأقناع عقلي ان العمل الدائم من أجل تغيير واقعنا سيحدث حاله من التراكم تقضي على ما يزكم انوفنا من عطن مهما طال الزمن ... المهم أن نبدأ و  نستمر  دون يأس  .
بدأ الخوف من فتنة طائفية و حرب اهلية و فوضى عارمة يقودها الجياع الكثير من الافتراضات كانت تتطاير من حولنا و انا احاول اقناع  نفسي انها مجرد أوهام يقضي عليها تراكم محاولات من يمتلكون الوعي , المهم ان نتحد و نبدأ !
مقنعه نفسي بعبارة أبدأ بنفسك....  متغاضية عما حولي من عطن و وحل يكاد يغرقني داخله , متغاضية  عن محاولاتي الشاقة  ان ابقي علي بعض من وعي و يقظتي .
 حتى كان يوم 25 يناير و تبدلت الاحوال و اشرأب الامل مطلا فوق رؤسنا التي ملأها الفخر..... لم تحدث ثورة الجياع المنتظرة , لم تحدث أي حروب أهلية ,,, لم يحدث اي من الافتراضات السوداء التي غرقت روحنا جميعا في فيضان بحرها العطن , قام الشعب بوعي و حب و قوة يطالب بحقوقه المنهوبة على مر 30 عام و ربما أكثر , قام ليبهر العالم بفنه و تحضرة و أنسانيتة التي أهدرت على مر السنين لكنها ظلت  كامنة داخله حتى جاءت اللحظة لتتفجر واضحة جلية .
السؤال الان : لما لم أخط  تلك الكلمات منذ شهور طويلة ماضية ؟ الاجابة : ربما من نشوة النصر , ربما من الخوف و الترقب لمعرفة كيف ستحسم المعركة التي بدأت من 25 يناير ومازالت مشتعله حتى الان , ربما , ربما , ربما أفتراضات كثيرة لا أعلم ايهما الاجابة الصحيحة لما يعتريني منذ لحظتها حتى الان  .
السؤال الثاني و الاخير : و ما الذي جعلني أكتب الان ؟ ربما لأني لم أعد اعي شئ مما يدور حولي ! , ربما لأن رعبا من تبدد الامل الذي أشرق في قلبي يوم 25 يناير بدأ يجتاح روحي و يجبرها على الارتعاش خوفا و قلقا ربما , ربما , ربما أفترضات كثيرة تدور محلقة في سماء وطني الحبيب ثم تعود لتثقل كاهلى و تغرقني في حاله من الحزن الغير مبررة أو ربما لها الاف الاسباب .