Thursday, August 28, 2008

الخوف من المجهول

الخوف من المجهول
منذ العصور السحيقه يتملك الانسان شعور مبهم بالخوف من المجهول الذي لا يستطيع ادراكه بحواسه و قدراته العقليه المحدوده لكنه دائما كان يحول ان يعرف ان يكتشف هذا المجهول وعند وصل مجموعه من البشر الى سر من اسرار هذا المجهول و يختفي احساسهم بالخوف تجاهه تبدأمرحلة السيطره على من لا يعرف و محاولة تضخيم الاحساس بالخوف لدى من يجهلون من حولهم و المحافظة على جهلهم لان هذا يزيد من قدرتهم على السيطرة و الامتلاك و استمر هذا الامر الى وقتنا هذا برغم كل سبل المعرفه المتاحه مازال هناك مجهول مخيف يسيطر على عقول البشر فلا يستطيعوا سماع الاصوات الخافته التي تحاول التهوين من امره التي تدعوهم الى التحرك الى محاولة المعرفة الى محاولة قهر الاحساس بالخوف الذي يملاهم
و السؤال الان هو هل الخوف احساس معدي يمكن ان ينتقل بين البشر بسهوله اكثر من الرغبه في رفضه اكثر من الرغبه في كشف ستر المجهول و قهر الاحساس بالخوف منه
عندما بدأت الدعوى الى ربط المرحله الثانية للكادر بما سمي باختبارات الكادر حاولنا ان نفهم ماذا يعني هذا الاختبار و اختلط الامر على المعلمين من كثرة التصريحات و تضاربها و اصاب المعلمين حاله من الخوف من هذا الامر المبهم و المجهول و لكن عند النظر الى كل ما حدث نلاحظ انه مهزلة لا تحتاج الى الشعور بالخوف و لكن تحتاج الى ان يجنب المعلمين مصالحهم الشخصية و يجتمعوا يد واحد تطالب بحقهم في العيش الكريم عن طريق مرتبات عادلة تتيح له فرصة ان يشعر بالكرامه و ان تعود علاقته بالمتعلم كما كانت قديما قائمه على الاحترام و التقدير و ان يدرك اصحاب القرار ان تدهور العملية التعليمية لا يقع عاتقها على المعلم فقط فهو جزء من منظومه متكامله لابد ان تقيم و يبدأ تطويرها جميعها و لا يجب ان يتعاملوا مع تدهور التعليم على انها تهمه تحتاج الى كبش فدأ يتحملها و قد وقع اختيارهم على المعلم
لكن للاسف المعلميين مازال الخوف يتملكهم و الطمع في فتات الوزارة التي تعطيه له هذا ان اعطتهه مغمس بالمهانه و الاذلال لذلك عندما بدات الدعوى الى الوقفات الاحتجاجية و مقاطعة الاختبارات الغير منظمه او واضحه او مسبوقه بتدريب للمعلم استجابه البعض لكن النسبه الاكبر كبلها الخوف و اطلقوا الشائعات على من تسول له نفسه بالامتناع عن هذه المهزله المسماه باختبار الكادر كان ردفعل معظمهم (احنا مش عايزين نروح بس نعمل ايه)كيف اصبح مربي الاجيال على هذه الحال و ان كان المعلم يكبله الخوف على كل شئ و من كل شئ فما مصير الاجيال التي يقوم بالتدريس لها و كيف ستحمل مسئولية نهضة هذا الوطن على اعناقها و هي صنيعة الخوف و عدم القدرة على اتخاذ القرار وصنية معلم يشعر بالمهانه و الذل و لا يستطيع ان يرفع هذا الظلم و الذل عن نفسه السؤال الان هل هي رغبه حقيقية لتطوير ام ماذا و هل يستطيع المعلم ان يقهر احساسه بالخوف؟