Sunday, March 31, 2013

نظام ثانوية عامة جديد



تطالعك هذه الايام تلك التصريحات الاعلامية التي تصدر من وزير التربية و التعليم الحالي و مستشاريه عن نظام جديد للثانوية العامة يقضي على منظومة الدروس الخصوصية و يعتمد على تنمية المهارات المختلفة لدى الطالب و يقضي على حالة الغياب التام عن المدرسة و يعيد الى مدارس الثانوية العامة انتظامها الذي قضى عليه النظام السابق الذي يعتمد على ان تكون شهادة الثانوية العامة لمدة عامين هذا بالاضافة الى ان النظام الجديد يجعل شهادة الثانوية العامة شهادة منتهية يصبح حاملها مؤهل للخروج الى سوق العمل , أما من يريد ان يكمل الدراسة الجامعية عليه ان يجتاز اختبارت خاصة بكل جامعه و بهذا يقضى على بعبع درجات مكتب التنسيق!.

عند قراءت هذه الكلمات التي ستصبح سارية بداية من العام الدراسي 2015 – 2016 أي ان طلبة الصف الاول الثانوي للعام المقبل هم من سيطبق عليهم هذا النظام تأخذك الدهشة و خاصة اذا كنت من العاملين في المؤسسات التعليمية حيث تشعر ان من يتحدث عن نظام الثانوية العامة الجديد يجعل من تلك المرحلة جزيرة منعزلة تماما عن باقي المراحل التعليمية التي تسبقها و يتبادر الى عقلك عدة أسئلة منها : ما هي الاستعدادات التي اتخذتها الوزارة  لتطبيق هذا النظام ؟ و ما هي نوعية المهارات التي سوف تنميها لدى الطالب ليصبح قادرا على الخروج الى سوق العمل ؟ و كيف ستقضي على منظومة الدروس الخصوصية التي احتلت دور المدرسة كاملة هذه الايام؟

دعونا نناقش هذه التصريحات من خلال واقع مدارسنا الحكومية:

أولا تعاني المناهج التعليمية من تكدس في المحتوى التعليمي مع إفتقار واضح  لتسلسل و ترتيب  المعلومة التي تقدم للمتعلم بداية من الصف الاول الابتدائي و صولا الى الصف الثالث الثانوي

 ثانيا: الكتاب المدرسي الذي يعتبر المصدر الاساسي لدى المتعلم  يعاني من ضعف في طريقة عرضه للمعلومات هذا بالاضافة  للطباعة السيئة والاخطاء الواضحة في بعض المعلومات التي تقدم به مع تأخر وصوله الى يد المتعلم مما يجبره على الاعتماد على الكتاب الخارجي!

ثالثا:  ميزانية المدرسة : عبارة لايوجد ميزانية هي الاصل بينما عبارة يوجد ميزانية هو الاستثناء و لا تسأل لماذا , فالفساد و السرقات التي تسري في جسد وزارة التربية و التعليم و اداراتها كانت و ماتزال موجوده حتى الان هذا بالاضافة الى ان ميزانية التعليم زادت من 39 مليار في عهد مبارك الى 49 مليار بعد الثورة بموجب 2500 جنية لكل طالب يصرف منها 2000 رواتب و مصاريف ادارية اخرى و يتبقى 500 جنية في العام لكل طالب و بالتالي لايوجد دائما ميزانية تكفي :

لتطوير معامل العلوم في مرحلة من مراحل التعليم المختلفة و لم تحرك الوزارة ساكنا حتى الان لتصبح تلك المعامل صالحه لتنمية تلك المهارات التي تتحدث عنها.

أو تحويل نظام الانشطة بمختلف انواعها من مجدرد حبر على ورق لا وجود له على  ارض الواقع في غالبية المدارس الى ورش حقيقية تنمى فيها مهارات المتعلمين الذين يمضون وقت هذه الحصص في اللعب و التنقل بين اروقة المدرسة في حالة من الفوضى التي أصبحت سمه اساسية للمدارس الحكومية هذه الايام .

ومعامل الحاسب الالي :أجهزة الكمبيوتر المتوفرة بها قديمة  و غير متطورة لعدم توفر ميزانية لتطويرها بأستمرار هذا بالاضافة الى عدم توفر معلمين متخصصين لتدريس هذه المادة في غالبية المدارس الحكومية لنفس السبب.

رابعا المباني المدرسية غير صالحة لتنمية أي نوع من انواع المهارات المختلفة و ذلك بعد تحول كل حجراتها الى فصول لتستوعب الكثافات العددية المتزايده للمتعلمين مع تقلص مساحة فناء المدرسة و ذلك بعد بناء فصول دراسية به و عدم تناسب ما يبنى من مدارس مع عدد المتعلمين و خاصة مدارس مرحلة الثانوية العامة.

خامسا تغيب المتعلمين و عدم انتظام حضورهم في المدرسة لم يعد قاصر على المرحلة الثانوية ليعالجها نظام ثانوية عامة جديد بل هي ظاهرة متفشية في كل مراحل التعليم حيث ان المتعلمين ينتظمون في حضور الدروس في المراكز التعليمية التي تقدم لهم ما يحتاجونه لاجتياز ألامتحان فلا يجدون ضرورة للذهاب الى المدارس بأنتظام .

السؤال الان إذا كان هذا هو حال مدارسنا حتى مطلع عام 2013 فهل ستتغير هذه الصورة كثيرا خلال عامين لتتناسب مع ان تكون شهادة الثانوية شهادة منتهية تأهل حاملها لمنافسة خريجي المدارس الاجنبية المنتشرة في مصر الان أم ان هذا النظام محاولة ناعمة لتجفيف منابع التعليم الحكومي تدريجيا حتى يسقط وحده؟.

 

 

 

 

Friday, March 8, 2013

رحلة الى مدينة العلوم!


تم تنظيم رحلة مدرسية بالمدرسة التي أعمل بها الى مدينة العلوم بمدينة السادس من أكتوبر, (مدينة مبارك سابقا قبل ثورة 25 يناير)

 تجمع طلبة المرحلة الثانوية محدثين هرج و مرج ,يسود جو الرحلة كل تفاصيل تحركاتهم غناء و صيحات عاليه , دون الالتفات الى فكرة رحلة علمية فهي بالنسبة لهم مجرد يوم يكسر الحالة المدرسية و فقط , ما علينا المهم انهم اقبلوا على الذهاب لرؤية مدينة للعلوم الحديثة .

في طريقنا للمدينة مررنا على لافتة كبيرة تشير الى مدينة زويل حيث اختفت الخيم الخاصة بطلبة جامعة النيل التي كان المفترض وجودها في هذا المكان و بنفس تلك المباني لولا الحرب الضارية التي اشعلها العالم احمد زويل ليحتل المكان مستعينا بالنظام السابق و القائم قبل و بعد الثورة ! ليكن له مدينة للبحث العلمي الغير معلن عن طبيعته بوضوح حتى الان .

سخرية حقيقية أن تسمى منطقة بنيت على ارض المصريين جميعا و بأموالهم بأسم رجل واحد مهما كانت منزلته او مكانته العلمية !

انطلقت العربة لنصل الى مدينة مبارك سابقا ! العلوم حاليا , دخلنا المدينة و انتهينا من الاجراءات الروتينية و تقدم احدهم ليقودنا الى بداية الجولة , مباني فخمة , مساحات شاسعه و لافته كبيرة اكلت الوانها الشمس كتب عليها خريطة المدينة العظيمة و ما بها من انشطة علمية مختلفة,.

كم من الملايين دفعت لتقام هذه المدينة؟ سؤال جال بخاطري و انا ادور بعيني في محاولة لاستيعاب المكان المترامي الاطراف ... و بدأت الجولة .

المسئول عن شرح تفاصيل ما نراه حولنا مقطب الجبين يريد ان يلقي ما في جعبته من كلمات ليسلمنا الى مسئول اخر سريعا لا شئ مما حولنا يشد انتباه الطلبة , يبدأون في التقاط الصور لانفسهم في الاماكن المحيطه بهم,  هياكل هزيلة و شرح مبتور لتطور الحياه على الارض و الافتات  بجوار الهياكل الخاصة بالحيوانات الموضوعة دون ترتيب واضح لتطور وجودها على الارض لا توضح شئ , انتهى المسئول من تأدية مهمته الثقيلة و القى بنا لمسئول آخر يتكلم عن الفضاء و طرق استكشافه و المحطات الدولية المعلقة في الفضاء لدراسته , نماذج لا تفي بالغرض و مساحه شاسعه لنموذج المجموعة الشمسية و استكشاف كوكب المريخ و كأن تاريخ استكشاف الفضاء توقف في بلدنا العامرة حتى منتصف القرن الماضي و لم يبرح مكانه بعد !

و توالت الجوالات, اجهزة معطلة , مسئولين عن المكان حافظين و مش فهمين ,ضحكات ساخرة و جري في كل مكان من قبل الطلبة , لم يلفت انتباههم سوى نموذج العين فقط في كل هذه الجوالات حيث انه يكون صورتهم مقلوبة على شبكية العين كما شرح لهم بالمدرسة بشكل نظري ليكون هذا هو الشئ الوحيد الذي الذي لفت انتباههم طوال الرحلة .

تنتهي الرحلة بمشاهدة فيلم 3D  عن شاطئ بكر في جنوب افرقيا لم تصل له يد التلوث بعد , فيلم لابأس به , المفارقة الحقيقية هي ان مدينة العلوم العظيمة لا تمتلك سوى هذا الفيلم تعرضه يوميا للرحلات التي تفد اليها منذ أكثر من عامين دون اي تغيير او تطوير !

انتهى الفيلم و انتهت الرحلة و تجمع الصبية و الفتيات , السخرية و التهكم و القفشات الكوميدية حول كل ما دار حولهم في هذه المدينة هو ما غلف طريق العودة الى المدرسة ....................... من مدينة مبارك لمدينة العلوم لمدينة زويل للبحث العلمي رايحين جايين .