Tuesday, July 28, 2009

احترس ممنوع اللعب



 

نوال مدرسة ممشوقة القوام بملامحها طفولة واضحة و مرح لا تمحيه نظراتها الحزينة أحيانا , لا تتوقف عن الحركة الدائمة طوال العام الدراسي ظنها الوافدون على المدرسة مدرسه للتربية الرياضية, تحب عملها على غير العادة, ليست ناقمة على ما يدور حولها تقابل كل شئ بابتسامة صافية و طاقة حب لا حدود لها تلهو مع تلميذاتها وكأنها طفله في نفس عمرهم تقلب دروسهم إلى حواديت يملأها التشويق المخلوط بالجد أو الهزل أحيانا يتندر زملائها كثيرا على أنها تسير دائما في المدرسة محاطة بكوكبة لا تنتهي من التلميذات تسمع لهم و تعلو ضحكاتها على تعليقاتهم البريئة المشوبة بمكر الأطفال , تحاول دائما أن تبحث معهم عن هدف يسعوا الى تحقيقه من خلال حوا ديتها التي لا تنتهي , ينتابها أحيانا شعور غامر بالتعاسة لان تلاميذها تتغير عام بعد عام و تتقلص المساحة المتروكة في عقولهم للحلم , تستهزأ دائما و لكن بطريقة غير منفره من اهتمامهم الزائد برنات الموبيل و تسجيل ألاغاني الحديثة عليه و اهم ما ظهر على الكمبيوتر من اللعاب الكترونية, ينفقوا فيها معظم  وقتهم , تبدى اهتمام غير عادي بتلميذ يكتب شعرا و تبالغ في مدح ما يكتب طالبه منه ان يقرأ اكثر ربما يتطور شعره يوم بعد يوم و يرقص قلبها فرحا عندما يبحث عنها تلميذ في كل مكان في المدرسة ليعطي لها رسمه انفق فيها يومه ليهديها اليها و تلميذ اخر كتب قصص طفوليه من وحي خياله و آخر قضى بعض وقته في المكتبه يبحث عن معلومه و يعود اليها ليخبرها بما توصل فتسمع اليه فاتحه عينيها بقوة ,علامة الاندهاش لتشعره باهمية ما وصل اليه و تطلب منه ان يستمر في بحثه  .

تستمع الى مشاكلهم و خلافتهم الوهمية مع بعضهم البعض دون ملل معظم الوقت و ان شابها احيانا بعض الضيق من ملاحقتهم المستمرة لها عندما تعاني ضغوط مما يحيط بها في المدرسة و الحياة التي تدور حولها, فزملائها دائمي السخرية منها لانها لا تترجم حب كل هذا العدد من التلاميذ الى زبائن عندها في المجموعات المدرسية و الدروس الخصوصية ليتحول الحب البرئ الى قيمة ماليه تصرف في احتياجات الحياه التي لا تنتهي و تواجه دائما بسؤال واقعي مؤلم هو انت مش محتاجه للفلوس و لا ايه ؟ تخترق الكلمة عقلها و تحدث بداخله ضباب كثيف لا تستطيع التخلص منه بسهوله , تسبح بعدها داخل نفسها محدثه حوار صامت مع ذاتها , ومن منا في هذه الحياه الغريبة التي نعيشها جميعا لا يحتاج الى الفلوس ليستطيع سد احتياجاته الضرورية و المحافظة على كونه انسان يحيا على الارض و لم يمت بعد , لكن هل  لأعيش لابد ان اقتل كل من حولي , حتى طاقة الحب التي تفيض بداخلي تجاه ازهار بريئة لم ترتكب أي ذنب حتى ذنب مجيئها الى هذه الحياه ,تنفض راسها لتطرد تلك الافكار الظلامية التي تجتاح روحها من ان لاخر و تحاول استعادة حبها الدائم للحياه برغم كل الاسباب التي تدعو لغير ذلك .

تدور نوال دائما طوال العام الدراسي في دومات لا تنتهي تحاول جاهده الحفاظ على بريق الحياه بأبسط السبل الحياتية المحيطة  بها , لكنها عندما عادت في هذا اليوم من عمل مدرسي شاق  وجدت اطفالها يعلو وجوههم الغضب و الضيق , فكرت للحظات ان تتجاهلهم و تذهب لاعداد الطعام ليتناولوا الغذاء الذي يحضر دائما في ميعاد العشاء لصعوبة العودة في الميعاد الذي كان متاح للبشر في ازمنة سابقة اظنها انقرضت عند معظم ساكني مصرنا المحروسه, لكن النظرات استوقفتها بشده و بدأ شعور بتأنيب الضمير يتكون داخلها (تستمعي الى شكوى تلاميذك و تتجاهلي غضب اولادك) , فقررت ان تجنب مشاعر الارهاق التي تداهم كل جزء من أجزاءجسدها الذي لا يهدأ ابدا و لا يتوقف عن الحركة و رغبتها في ان تنتهي من عبأ اعداد الطعام , تجلس معهم محاولة ان تصل الى سبب الغضب الذي يبدو على وجههم البريئة , تبدأ الشكوة الاعتيادية من ثقل الاعباء التي تقع على عاتقهم يوميا من الذهاب الى المدرسة وعمل الواجب و الايام التي تتكرر دون أي تغيير  و ينطلق منهم انين واضح نريد ان نلعب , و تبدأ معهم في رحله للبحث عن مكان يصلح للعب و يلمع في عقلها مكان بضوء مصباح الفكرة  , فتطرحه عليهم (لما لا نذهب الى نادي نقابة المعلمين؟) , يبدأ البشر يملا وجههم و يبدوا سعادتهم و تأيدهم بالفكرة و يتفقوا على ان يذهبوا يوم الاجازة ليقضوا اليوم هناك ,جميل ان تجد مكان تقضي به يومك مع اطفالك يستطيعوا فيه ان يفرغوا طاقتهم المتلهفه للعب وخاصة انك لست عضو في احد من النوادي المعروفة و ليس لديك سيارة تجعل مساحات الاختيار أوسع حيث لن تضع في الاعتبار طريقة الذهاب و العودة  فالمكان قريب من مسكنهم و به مساحه كبيرة تصلح للعب .

  .

يأتي يوم الإجازة و يستعد أطفالها للرحلة إلى هذا النادي و يصلوا إلى هناك و تبدأ رحلة البحث عن مكان للجلوس ليعقبها  رحلة الانطلاق إلى اللعب و الجري المستمر و لكن بمجرد جلوسهم في المكان الذي وجدوه بعد بحث طويل يلاحظ احد أطفالها أن هناك وجوه غريبة تملأ المكان و تتحرك في كل الاتجاهات, منهم من يرتدي زى من يطلق عليه الأمن و البعض الآخر يسير في موكب يتوسطهم شخص تبدو عليه الأهمية , تطلب من أولادها تجاهل الأمر و الانطلاق للعب حتى لا يضيع الوقت في التساؤل عن طبيعة ما يحدث .

ينطلق الأطفال حاملين معهم الكرة للعب و لكنهم يفاجأوا بأن الأشخاص الذين يرتدوا زى الأمن يمنعونهم  من الحركة و يطلبون منهم أن يعودوا إلى أماكنهم , تعود ملامح الغضب و الضيق على وجوههم و يبدءوا في التساؤل  ;فتذهب نوال الى رجل الأمن  لتساؤله , فتتلقى الإجابة بأن أمين النقابة يتجول في المكان و لا يمكنهم اللعب الآن حتى تنتهي الزيارة و في المقابل تلاحظ نوال أن المكان أصبح مقسم لعمل الأفراح و أعياد الميلاد و لم يعد هناك مساحات كبيرة تصلح للعب .

يجلس الاولاد الى جوارها و قد تبدلت علامات الضيق و الغضب التي كانت تعلو وجوههم , لملامح حزن و خيبة أمل , حتى هذا المكان المتاح للعب أصبح ممنوع اللعب فيه لوجود أمين النقابة الذي جاء لتفقد مشروعه الذي يدر عليه بالربح حيث تحول المكان الى كافتيريا ملحق بها أماكن للأفراح و أعياد الميلاد و صالة لممارسة الألعاب الرياضية يحصل منها مبالغ تفوق إمكانيات المعلمين أعضاء النقابة , ظل الأولاد جالسين إلى جوارها حتى انتهت الزيارة وعندما تجدد لديهم الأمل في اللعب كانت الصدمة الأخيرة التي في انتظارهم هي أن الوقت انتهى و لابد من مغادرة المكان , و عبثا حاولت أن تقنعهم أنها اختارت يوم غير مناسب و إنهم يمكن ان يأتوا يوم الأجازة القادم , ظلت ملامح خيبة الأمل تعلو وجوههم واضحة صريحة و هي تتساءل أي حلم تنتظره من أطفال تمنوا اللعب فجدوا أن حتى هذا ممنوع بأمر الأمين العام.

 

Wednesday, July 1, 2009

السارق


السارق

كانت تراه أحيانا كثيرة, ترقبه مثلما اعتادت أن ترقب البشر من بعيد, صامت لا تشي ملامح وجهه بشئ,مما يترك لك حرية التخيل وطرح أسئلة تدور حوله و تعود إليك مرة أخرى غير محملة بإجابات واضحة ,هل هو مفكر يبحث بين وجوه البشر عن معنى للحياة أم يحاول اختراق حيواتهم بنظراته المبهمة,تجده يرفع رأسه و يخفضها ربما علامة على توصله إلى فهم احد الجالسين أو استيعاب ما بداخله , يتلفت حوله أحيانا , ثم تصدر منه ضحكة قد تكون بلهاء أو ربما تكون عميقة .كم أثار فضولها كثيرا و ضيقها أحيانا فبالرغم من أنها في الغالب تجلس صامته وسط التجمعات الكبيرة من البشر و خاصة إذا كانت لا تعرفهم معرفة جيدة لكنها كانت تحب إن تتأمل ثرثرتهم فالكلمات مع تعبيرات الوجه تكفي لا ن تستوعب هذا الإنسان تماما و إن أعطته بعض الوقت ليثبت صحة أو عكس ما تشعر.

في هذا  الوقت كانت ترتاد مقهى يجلس عليه مجموعة من البشر يتحدثون في السياسة ,في الحياة , في الفن , في أشياء عديدة تفتح معها عقلها و قلبها عن آخرهما, محاولة تفهم ما يدور حولها من كلمات تمتصها و تختزنها جميعا داخل طيات عقلها النهم لكل جديد و اثناء تلك الجلسات  أثارت  انتباه احدهم و بدأ بحاورها و يغازل اهتمامها الشديد في ان تعرف معني التصنيفات الكثيرة التي يصنف بها هؤلاء الجالسين أنفسهم

 عندما بدأت الخروج ومخالطة هؤلاء البشر كانت كل ما تعرفه هو ان الناس تقسم حسب ديانتها و المكان الذي أتت منه مسلم ,مسيحي,صعيدي,بحراوي و هي تصنيفات كانت في هذا الوقت ليست قويه او مؤثرة و لا تقسم الناس داخلها بقوة  قد تصل الى حد الفرقة بينهم ,لكن هناك على هذا المقهى اكتشفت ان تصنيف و تقسيم الناس اقوى و اعمق مما كانت تتخيل بهذا الخيال الطفولي الذي كانت تمتلكه.

أعداد كبيرة من الكتب يسلمها الى يديها يعدد لها اهميتها و هي تقرأها بنهم شديد ,تعود اليه بعدها محملة بالافكار و يبدأ هو في ترتيب تلك الافكار .

ببراءة طفلة تتحسس طريقها وسط عالم لم تره من قبل, كانت تظن انه قرأ كل ما كتب عن الاشتراكية و الشيوعية والعلمانية و الليبرالية قدمائها و هؤلاء المسمون بالجدد و مسميات اخرى تعبر أمامها و تثير حاله من البلبله و الاستغراب داخلها , كانت تسمع و تقرأ ما يعطيها من كتب و تبحث بعيدا عنه في قراءات اخرى تطفئ بها طاقة الشك النامية داخل روحها النهمه دائما لمعرفة الحياه و لمسها بقوه.

لكن هذا المتقرب لم يكتفي بسيل كتبه التي امطرها على عقلهاولا ثرثرته المستمره التي يتخذ فيها دائما دور المعلم و هي تلميذه هادئة مستمعه دائما , بل رأى داخلها كم المشاعر الطفوليه التي ماتزال في طور النمو, رغم اعوامها الثلاثين , حيث تهوى السير في الطرقات و على كورنيش النيل ,تعطيه نظرات طفوليه مختلسه وقصيره تحمل بعض مشاعر الحب , كان يتركها تصعد وتهبط  على السلالم و تجري امامه في لهو طفولى  و هو يرقب طفولتها بسعادة و ربما باستغراب يسألها كيف أختزنتى داخلك هذه البراءة طوال تلك الأعوام , هل كانت بريئة حقا ام كانت تختلس اللحظات التي حرمت منها في اعوام عمرها الاولى مع طوفان الحجر الدائم حتى على الحلم  الوهمي المختبئ داخل العقول ,هل كانت صادقة تماما في انطلاقاتها و هل هو كان مقتنعا ببراءتها الكاملة ربما.

ملل يدب في اوصالها سريعا ليست طفلة حقا , وراءها الكثير من المسئوليات تكبل كاهلها و خوف دائما من الاقتراب بقوة من الاخرين, هذا الرجل يحيا حياه مبعثرة تماما اشعرتها بالخوف الشديد بدأت تشعر ان زمام الامور يفلت من يدها ,هل تحبه حقا , هل يستحق هذا الاهدار الكامل, للوقت لم يعد لديه الكثير من الكتب و الافكار ليقدمها لها استوعبتها جميعا , اصبح يكرر نفسه في كل لقاء و يعيد عليها احلامه التي لا يسعى الى تحقيقها , هو سعيد بحياته هكذا , لكنها لم تعد سعيده , لم تعد تستهويها لحظات المرح الطفولي التي يقدمها لها ,اصبح وجوده مرهق ,في لحظة أكتشفت انها تريد التوقف , اخبرته بهذا ,ظل يحلل الموقف بطريقته المعهوده, كان يخضع كل الامور الى التحليل المطول الممل ,تنفض راسها سقما , تخبره انها ليست من المثقفين أمثاله هي امرأة عادية من العوام تبحث عن الحقيقة و لا تستوعب كثيرا ما يقول, يظل يثرثر و هى تسبح بعيد ا عنه, تتمنى ان تفر سريعا, حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي اوقع نفسه فيها ظاننا منه انه بهذا يربكها و يوقعها في فخ الاستمرار ,عندما سألها بوضوح شديد هل تحبه ؟ و كان هذا بالنسبة لها طوق نجاه للفرار السريع و لا ول مرة تكون اجابتها واضحه سريعه و غير مراوغة (لا) , وقفت سريعا تريد انهاء الحديث لكنه لم يكن يستوعب بعد اجابتها و ظل زمنا طويلا لا يستوعبها بعد هذه اللحظة.

انقطعت تماما عن لقاءات المقهى و اختفى هذا الصامت المجهول من محيط رؤيتها الا مرات قليلة كانت تراه صاعدا او هابطا على سلالام اماكن كانت ترتادها قليلا في المحيط الذي يدور فيه مثقفين هذه البلد فلهم اماكن محدده لا يتركونها ربما ليشعروا بالامان لقربهم من بعضهم البعض ,ربما خوفا من الاغتراب وسط عالم غريب عليهم رفضوا الهبوط اليه او حتى محاولة رفعه الى اماكنهم ,وفي تلك اللحظات القصيرة كانت تكتفي بهزة خفيفة من رأسها للتحية و تذهب محمله بهذا الاحساس المبهم و الفضول القاتل لمعرفة من هذا الرجل.

حتى جاء هذا اليوم الذي ذهبت فيه بالمصادفة البحته الى احدى معارض الفنون التشكيلية, فحياتها تشكلها مجموعات لا نهائية من الصدف الغير مبررة و التي غالبا ما تكون لا حول لها و لا قوة في تشكيلها تتركها تسيرها كما تشاء , محدثة نفسها دائما متى تصبح شيئا اخر غير ريشة في مهب الريح,وقفت أمام اللوحات في سعادة و انبهار تلمع عينيها ببريق الحياه لروعت ما ترى من لوحات رسمت بقلب مولعا بمراقبة البشر تتساءل من صاحب تلك اللوحات؟ لتجد نفسها في مواجه هذا الصامت ينبئها بنظراته الحذرة الخائفه من مجرد الاقتراب انه صاحبها و تنساب وراء انبهارها, تحدثه عن عبقريته و هو يطلق ضحكاته الخافتة التي يشوبها البلاهة يتملكها شعور قاتل بعدم الفهم ,تحاول الاقتراب أكثر علها تفهم , تستوعب من اين يأتي بهذه الروعه , ما الذي في داخله يمكنه من افرازكل هذا ,مازال وجهه مصمت لا يشي بشئ , مازالت لوحاته تتحدث بعمق أقوى منه هو , تقترب أكثر فأكثر لتراه بوضوح تتكرر لقاءتهما يبدأ في التحدث يحاول جاهدا التأثير على عقلها , ربما توحي للآخرين أنها سهلة الانقياد, ربما لا يشعرون أنها ترقبهم من بعيد .

وأخيرا سقط القناع الصامت تماما,وظهر وجهه الحقيقي الذي يحترف صنعة إخفائه عن كل من حوله, يتلصص في فعل كل شئ حتى الاقتراب ,يمتص روح البشر المحيطين به ليسجلهم على لوحاته ,عرفت ألان من أين تأتي تلك الحياة المتدفقة من لوحاته, أنها حيا وات الآخرين يسجلها بدقة متناهية دون أن يكون طرف حقيقي فيها, فهو يسرق كل شئ أثناء صمته ,,الحياة,الروح, المشاعر , لكنه غير قادر على إعطائها إلى احد, السعادة ليست في الاقتراب منه و لكن في مراقبة ما يسجل على لوحاته و كفى , ربما يعرف هو ذلك بذكائه الذي رأته ألان بوضوح ,لذلك يؤثر الصمت و المراقبة عن التفاعل الحقيقي مع من حوله ,فبخلاف الحياة التي تتدفق من لوحاته لا توجد حياه أخرى من حوله كل ما عادهم ميت و ربما هو أيضا من هؤلاء الموتى, ماذا بقى لها بعد كل ما رأت و عرفت, لا شئ سوى فرار آخر و سريع 

فرار لا ينتهي و بحث لا ينتهي هل هي من لا تمهل الآخرين فرصة حقيقية للاقتراب ام انها تمتلك داخلها حياه تخشى عليها من موت كل ما حولها تفر بها سريعا علها تجد يوما حياه تلتحم معها و توصل بها حياتها الحبيسة الباحثة عن الانعتاق و الحرية .