Saturday, May 8, 2010

أهديتني وردة



أهديتني وردة
أمورة سنيورة خطبوها شكل و صورة قالت انا رايده حبيبي
تجلس يداها مقبضه على وردة حمراء تحركها بلامبالاة واضحة تنساب أغنية شفيق جلال تتمايل معها يبدو على الحضور استنكارهم , يريدون  تغير الأغنية تبدأ في الاعتراض بأدائها الطفولي التي لم تستطع مهما حاولت التخلص منه : خليلها , خليها حلوه الأغنية دي .
 تتبرع فتاة من الحاضرين بقراءة الكف لأحدهم و تبدأ في سرد بعض التفاصيل المتقطعة,  تبرق عينيها بنفس المرح الطفولي , تنسى الأغنية ,  تقفز إلى جوار الفتاة : وأنا كمان اقري لي الكف تقبض الفتاه على يدها اليسرى و تبدأ في تقليبها ثم تتوجه لها بالسؤال : تشبهين أباك أليس كذلك ؟ مذاق الكلمات غريب .....أباك!!!! هل كان لها أب في يوم من الأيام أم أنجبتها أمها بالطريقة المريمية؟  لما تشعر برنين السؤال  و كأن أذنها مرآة عاكسة طردت الكلمات إلى الخارج مرة أخرى ,  تتجاهل السؤال , تستحثها لتكمل,  تعود الفتاه لتسألها تريدين معرفة خط عمرك ؟ تومئ بالموافقة, تجيبها الفتاة : لن يكن لك عمر طويل!
 يبدأ الضيق في التسرب الى روحها للحظات  تتساءل ماذا يعني هذا ؟ لم يعد هناك الكثير من الوقت ليبلل الحب قلبي الظمأ؟  , لكنها كعادتها لا تهدأ أبدا,  تواصل نزع الضيق من قلبها الهائم على وجهه بحثا عن لحظة حب حقيقية تروي ظمأه الشبق إلى هذا الوهم غير عابئة بكم الصدمات التي تنهال عليها كلما حاولت,  محتفظة داخلها بطاقة من الحب لا تنتهي دون أي مبرر يدعمه على أرض واقعنا الكريه , تحفز نظرات عينيها الفتاه لتكمل : هناك خطوط كثيرة تخرج من خط قلبك كانت, يبدو انك مررت بعدة تجارب  لكنها  ليست كثيرة , يبدو أن جميعها هامشية , تتوقف للحظات , تسأل هل أنت متزوجة  ؟ تجيبها:  كنت في يوم من الأيام .
تستأنف الفتاه قراءتها للكف : هناك خطين واضحان أحداهما لمن كان زوجك  تدقق النظر ثم تعقب عبارتها : لا تبدو أنها كانت علاقة حميمة و لكن الخط الأخر قوي و عميق !!!!
ألان تلتقي عيناهما في موجه كاشفة لغموض دائم يحيط بها ,  : ربما لقصة حب كان أثرها عميق في قلبك تكمل الفتاه قراءتها المتأنية بتلك العبارة.
تهز رأسها علامة الموافقة وعقلها يعمل بسرعة بحثا عن صاحب تلك القصة العميقة ربما فلان أو قد يكون فلان الآخر و ربما هذا الذي أطلق لقلبها العنان وتركها ممزقة الفؤاد تبحث عنه في كل مكان بين وجوه البشر؟؟  مازالت الحيرة تغلف عقلها و قلبها معا , لا تعرف من صاحب القلب الذي ملك حواسها!
 دقات كالطبول تحاصرها تدور دورات سريعة تبحث بين الوجوه,  لما تتشابه؟ جميع من حولها وجوه بلا ملامح , بلا علامات تنير لها طريقها الوعر,  تبدد حيرتها الأبدية .
 هل كان لها يوما حبيب حفر خطوطه في كفها حقا ؟ من ؟ من.؟ ربما هذا أو هذا ؟  أو لا احد !
تحرك الوردة بعشق وهمي تحاول أن تتنسم رائحتها,  تحفظها بين ثنايا قلبها الحائر ,  تستمر الأغنية:  أموره!  سنيوره !, قالت أنا رايده حبيبي يا عيني ده  حبيبي جميل الصورة !
, تنهض مسرعة بهرولتها  المعطرة بعبق الطفولة التي تستولي على كيانها كله, رافضه  الرحيل بعند لا ينقضي مهما كرت الأيام و حفرت معالمها في وجهها , تنهض متجه إلى المرآة , ناصبه قامتها بقوة, راسمة بسمة حاولت أن تضع فيها كل ما اختزنت داخل قلبها من حب لم تجد من يستحق أن تهديه له , فارده ذراعها الحامل لوردتها الحمراء مخاطبه أيامها,  عمرها الذي يجري أمام عينيها معبقا بأريج الكثير من الذكريات  : أهديك يا قلبي وردة , أهديك يا أيامي وردة , أهديني وردة حمراء.