Wednesday, May 29, 2013

مدرسة فعالة أم سجن من ورق

 
صراع صباحي دائم لا ينتهي مع دفتر الحضور و الانصراف , أحاول دائما اللحاق به و يحاول دائما ان يقفل بابه في وجهي ليعكر صفو يوم كامل.
هذه هي إحدى أزماتي منذ بدأت العمل في مهنة التدريس و تم تعيني في احدى قرى بلدتي حيث لا يوجد وسيلة مواصلات واضحه  الى المدرسة و هناك عند وصولي و محاولت ابداء هذا العذر تقابلني دائما عبارة و ما الذي اتى بك الى هذه المدرسة و كأني اتيت اليها بأرادتي الحرة و لم أجبر على الذهاب من قبل التوجيه الذي يحتفظ دائما بالمدارس المميزة أو القريبة من السكن للخاصة من احبائهم و اقاربهم , عندها لا تجد جواب تلقيه في وجه المسئول الرابض على الدفتر و كأنه من ممتلكاته الشخصيه يمنحه لمن يرضى عنه و يمنعه عن من يغضب عليه او عن العوام من العاملين في المدرسة.
في مدارسنا دائما يوجد خندقين لتأجيج الصراع على السلطة , خندق يتمثل في مدير المدرسة والمسئول عن شئون العاملين بالمدرسة و الذي من أهم إختصاصاته دفتر الحضور و الانصراف هذا بالاضافة الى  من يدور في فلكهما من معلمين و عاملين في الادارة المدرسية و خلافه من العمال المعلقة رقابهم بكلمه من المدير تبقيهم في العمل او تطردهم منه فيضطرون الى أداء دور المخبر لنقل أخبار  الخندق الآخر الذي يمثله المغضوب عليهم من الاطراف الاخرى المسئولة عن ادارة المدرسة و مؤيديهم من المعلمين أما  الباقي من يتجنبوا الدخول في هذا الصراع فيمكن إطلاق لقب العوام عليهم و في الغالب هؤلاء من يسحقوا تحت عجلات هذا الصراع الدائم الذي تستخدم فيه عبارات تطوير العملية التعليمية و المدرسة الفعالة لتصبح ادواتها الورقية سيف مسلط على رقاب من يخالف و يكن دفتر الحضور و الانصراف احد اهم السيوف المسلطه بدعوى الانضباط و الالتزام بالمواعيد المدرسية .
يستحضرني في هذه الدوامة الامتناهية من الصراع مفهموم المدرسة الفعالة و دور الادارة الواعية لتحقيق هذا و توفير المناخ الجيد لتفيذه مثل :
المدرسة الفاعلة هي المدرسة التي تضمن تحصيلاً عالياً لطلبتها وقادرة على تجديد ذاتها وحل مشكلاتها الداخلية، الباحثة عن تطوير مهارات الدراسة الذاتية لدى أفرادها، وهي تلك المدرسة جميلة المظهر، إدارتها واعية، تنظيمها محكم، لها رسالة واضحة تحدد من خلالها الصلاحيات لدى أفراد مجتمعها من طلبة ومعلمين وعاملين وإدارة، وهي التي تراجع خططها باستمرار وتواكب مستجدات العصر، وتعمل على توفير جو مريح من الاتصال والتواصل بين أفرادها وتستفيد من الخبرات المتاحة لتحقق نسبة عالية من الخريجين ذوي التحصيل العالي والمرتفع وتضمن لهم فرصاً للعمل أو إكمال الدراسة من خلال تطبيق ناجح للمنهاج المدرسي.
كلمات رأئعه تسمعها كثيرا في أروقة قاعة التدريب و تقرأها فيما يوزع عليك من ورق لابد ان تسجله في دفترك و تطنطن بها كلما سألك احد المتابعين المغاويرالقادمين من ديوان الوزارة  عن دور المدرسة الفعالة لكن اذا أخبرته ان من اهم اليات العمل لتحقيق المدرسة الفعالة هي روح التعاون بين العاملين في المدرسة تحت مظلة قياده واعية تستطيع استخدام صلاحياتها من اجل صالح العمل أو انه من شروط  القيادة الحكيمة الواعية أن تحرص المدرسة على إقامة علاقات عمل واضحة وسليمة مع العاملين تستند إلى رسالة واضحة للمدرسة وتتفق مع القوانين والأنظمة المرعية في النظام التربوي, وأن تحرص المدرسة على الابتعاد عن التحيز في التعامل مع أعضاء الهيئة التدريسية وطلبتها و إن تحقيق فاعلية المدرسة رهن بطبيعة أداء المعلمين والارتقاء بمستوى أدائهم وممارساتهم المهنية و نموها ( ماديا و نفسيا ) لحظتها سيتوقف تماما عن الكلام الذي له علاقة بالتطوير او طرق التربية الحديثة التي تحقق المدرسة الفعالة و سيبدأ في اللجوء الى عبارات مثل الضمير و الاخلاق و غيره من الكلمات الواسعه المطاطه التي لا تلزمه بشئ و لكن تلقي على المعلمين و باقي العاملين بالمدرسة عبأ إتباع الوائح و القوانين الادارية دون النظر الى انهم بشر يتفاعلون مع الظروف الحياتية الشائكة المتدهورة في هذه الايام و سوف يصر على عبارة ما الذي اتى بك الى هذا المكان و لما اخترت العمل في المدرسة و كأن لك حق اختيار مكان المدرسة و طبيعة العمل الذي تقوم به و هكذا يبقى الوضع على ما هو عليه و يستمر الصراع مخلفا وراءه من تفرمه عجلاته بلا عزاء.