Friday, September 5, 2008

فكره لم تكتمل بعد

فكره بدات تتكون في ذهني منذ قرأت كتا ب فجر الضمير الخاص بالكاتب جيمس برسيدت ترجمة سليم حسن قائمه على ان تاريخ العالم ميراث طويل يرجع الفضل فيه ليس لحضاره واحده بعينها و لكن يرجع فضلها للمخلوق الجبار إذا صح التعبير و هو الانسان منذ وضع قدمه على الارض هابطا من الجنه كما ذكرت لنا الاديان السماوية او الارضية كما يحب البشر تصنيف الاديان حاليا او هابطا من اعالى الشجر مع الانقلابات المناخيه التي كانت تحدث في العصور السحيقة قبل بداية تسجيل التاريخ او حتى متطورا بعد انحسار الماء و توقف هطول المطر الغزير كما تذكر الدراسات الحديثة الان مهما يكن مصدر وجود الانسان المهم انه بعد ان دب بقدمه على الارض و استطاعه بعد فترة طويله من صراعه مع الطبيعه و تمكنه من توفير مخزون لقوته اليومي و وجد وقت فراغ يمكنه من التأمل و البحث و التفكير في كل ما حوله و محاولة ايجاد تفسير لكل ما يدور حوله من ظواهر ومحاولة قهرها حتى و قتنا الحالي منذ اقدم العصور و هو يسجل كل ما يراه و يشعر به و يكتشفه و يبتدعه نلاحظ ان الكاتب يعتبر ان كل ما سجله هذا الانسان ملك للانسان في كل مكان و زمان لا فضل لمجموعه من البشر على الاخرى و ليس هناك شعب مختار عبقري و أخر كتب عليه الجهل الى الابد و الاحساس العالي لكل مجموعه من البشر تحدث لها طفره حضاريه عاليه بانها الافضل ما تلبس ان تنتهي بظهور مجموعه ثانيه اقوى تبني حضارتها على ما خلفته الحضارات السابقه و تحاول جاهده محو فضل التجمعات البشريه السابقه مرجعه الفضل كله لها و هكذا و تبعا لكل ما قرأت او ذكرت نلاحظ ان الوهم الاوربي الذي عشنا جميعا لفتره طويله فيه عن الاعجاز العلمي الفلسفي للحضارة الاغريقية و اعجاز التوحيد للتوراتيين ما هو الا محض افتراء يقصد بها تغيب فضل الحضارات الشرقيه القديمه التي بدأت في مصر و الهلال الخصيب التي يرجع لها الفضل الاول في كل الموروثات الاخلاقيه التي صيغت في اطار الدين التي تعلم منها فلاسفة الاغريق الاوائل افلاطون و ارسطو و التي بنيت عليها اسس الحضارة الاغريقية و اخذت عنها الحضارة الغربية بعد ذلك بالاضافه ان اصحاب هذه الحضارة القديمه هم اصحاب فكرة التوحيد الاوائل التي قامت على الاله القوي الخفي و هي قائمه على فكرة التثليث الموجوده في الديانه المسيحية التي هي جزء من هذه الحضارة لا اقصد بهذا ان اعيد الفضل لاصحاب هذه الحضارة التي اعيش على ارضها حاليا او انتهج نفس منهج الاخرين عن الشعب المختار دون الاخر و لكن لاوضح فكرتي القائمه على ان الموروث الفكري الحضاري انساني بحت يرجع فضله للانسان منذ بداية وجوده حتى الان و على هذا الاساس لابد ان يعتز كل بني الانسان بانفسهم و ينفضوا عنهم احساسهم بالعبوديه تجاه حضاره بعينها و يبحثوا في التاريخ ما يعيد لهم انسانيتهم بعيدا عن التفاضل و الرغبه في السيطره المميته التي تجلب الحروب و الدمار لاثبات القوه و الهيمنه و فرض افكار دون الاخرى و التحقير من شعوب على حساب شعوب اخرى تشعر بانها الافضل

1 comment:

Unknown said...

رائع جدا ما كتبتي ..
بالنسبة لي فدوما ما انظر الى الحضارة الإنسانية كلوجة موزايك ضخمة تمتليء بالآف التفصايل نلك التفاصيل هي كل الحضارات والبشر بما قدموه من جهود تطورية ونهضوية وتنويرية وابدا لا يعني سطوع الضوء على احد تفاصيل اللوحة عدم وجود او اهمية تلك الاجزاء التي تقبع بالعتمة
لكنها احدى الغرائز الإنسانية تلك التي تدفعه الى التأكيد على الشعور بالتميز او التفوق سواء العرقي او الاسري او الديني او حتى الفردي
فهو اي الانسان في اعماق وعيه يحاول دوما درء ذلك الشعور المبهم بعدم الأمان او الخوف بان يقوم بتصديره للاخر كعنف وحروب واغتصاب للحق او الجسد او في صورة استعلاء فكري واوهام ادعاء الحضارة والتقدم
بالطبع توجد ووجدت تلك التفاوتات واحيانا الواسعة ما بين الافراد او المجتمعات ولكنها تبقى وليدة ظروف موضوعية طبيعية يمكن حلها او التغلب عليها وليست وليدة نقاء او تميز عرق او اصطفاء الهي
تحياتي لحسك الإنساني