Sunday, March 1, 2009

الحنين الى الارض


اثناء سيرى في الطريق المحبب الى قلبي من الدقي الى الكيتكات حيث كورنيش النيل الحبيب المختبئ خلف الاشجار اسير منتشيه سعيده احيانا حزينه ساهمه احيانا اخرى اغني اتحدث الى نفسي يعلو صوتي بالحديث احيانا اخرى غير عابئة بالمارة الذين يحدقون في تلك المعتوهه السائره وحدها و كانها تسير مع كل العالم في وقت واحد .
بدأ المطر في السقوط على رأسي مزيل كل اثار الحزن المطبق على نفسي منذ شهور طويله مختلطا مائه بالتراب المغطي اوراق الشجر الذي اهوى قطفها اثناء سيري الدائم في هذا الطريق تتصاعد رائحة التراب المبلل الى انفي منعشة ذكريات الماضي البعيد حينا كنا اطفال نلعب و نمرح محدثين ضجيج يسير حفيظة عم حسين ذلك الكهل الذي كان يبتدع كل الحيل لكي يفرق شملنا و ينهي لعبنا المستمر في الشارع حيث نسكن يحمل خرطوم الماء و يبدأ في رش الشارع فتتصاعد تلك الرائحه المحببه رائحة التراب المبلل بالماء كم كانت رائحة ممتعه و هي مختلطه بذلك العند الطفولى حيث كنا نصر على اللعب رغم انه اغرق الطريق كله بالماء
عند هذه اللحظة يكون قد اسقط في يده ماذا يفعل مع صياحنا و لعبنا المزعج لمن في مثل سنه الممتع لمن في مثل عمرنا فيدعونا لنلتف حوله و يبدأ في اختلاق الحواديت التي تثير اهتمامنا و تجعلنا نتوقف عن اللهو و الاستماع باهتمام لما يروى من حكايات تبدأ بالشاطر حسن ذلك الفارس المغوار التي تنتظره كل الفتايات ليحقق لها كل احلامها الساحره عن الحب و الحياه في تبابات ونبات و يشعر الفتيان بالزهو و كانهم جميعا الشاطر حسن و تنتهي الاحلام بان ينحرف عم حسين الى الحكي عن العفاريت و ماتحدثه من اهوال يشيب لها شعر الوليد ليحول احلام الصغار الرائعه الى حاله من الرعب المختلطة بالاثاره و الانتباه لما يحكي ذلك العم الماكر الذي نجح في ايقاف ضجيجنا و القاء الرعب بعد السحر في قلوبنا عند هذه اللحظة نبدأ في الانسحاب جماعات الى منازلنا للاختباء بها خوفا من هول ما يحكي ونتوقف عن الهو في الشارع عدة ايام حتى تتبخر ذكرى العفاريت التي ملأ بها الشارع كله و لكن بعد فترة الاختباء القصيره نعود الى لهونا مره اخرى و يعود هو الى حيله لصرفنا عن اللهو مره اخرى ايضا حتى جاء يوم اختفى عم حسين و اختفت طفولتنا اللاهيه و صرنا شباب نحلم و يمتلئ قلوبنا رعبا على احلامنا و لكن من عفاريت اشد ايلاما من عفاريت عم حسين رحمه الله حيث اراحه الله من ضجيجنا لكنا لم نرحم بعد من العفاريت التي تريد ان تمسح البسمه من على شفاهنا و تقتل روعة الطفوله داخل ارواحنا .

4 comments:

lastknight said...

من أروع ما قرأت فى وصف ماكنا عليه ..و ما صرنا أليه

karakib said...

الحنين قتال ... خدي بالك

Anonymous said...

كان فيه زمان سحليه طول فرسخين / كهفين عيونها وخشمها بربخين / ماتت لكين الرعب لم عمره مات / مع إنه فات بدل التاريخ تاريخ
هنا ياسيدتى تراكم الخوف وتاصلهمع مرور حقب وتواريخ وقرون وسنين ورايى البسيط ياسيدتى انا لازم نقللمن قيمه الاساطير المسببه للخوف فى حياتنا

سهير ليالي و ياما لفيت و طفت / و ف ليه راجع في الضلام قمت شفت / الخوف ... كأنه كلب سد الطريق / و كنت عاوز أقتله .. بس خفت
وهنا ياسيدتى مقاومه الخوف والتردد فى التخلص منه لان الطريق سدته الخرافات

ولدي نصحتك لما صوتي اتنبــح / ما تخفش
من جني و لا من شبــح / و ان هب فيك عفريت قتيل إسألــه / ما دافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح
وهنا ياسيدتى اللى لاوم نعلمه لولادنا وللاجيال اللى جايه مقاومه الخوف ةنعلمهم ان السطوره زى مافيها خوف مبالغ فيه فى برضه امل مبالغ فيه زى قصه الشاطر حسن واميره الحن والجمال وان ننمى فيهم استخدام العقل والمنطق والقدره على التحليل وفحص الظواهر الطبيعيه.يعنى لو علمناهم ان قصه الشاطر حسن هى قصه لزرع الامل بس مبالغ فيها نعلمهم لن الخوف اللى فى الاساطيرمش حقيقى

Unknown said...

شكرا لتفاعلكم مع ما اكتب احاول ان اتواصل مع ما كان و ما صاراليه حالنا يمكن يفتح طاقة امل لبكره من غير اوهام و مخاوف الماضي او الحاضر الذي نحيا فيه