Wednesday, October 1, 2008

عندما تكون خارج الصورة

دعوني اتخيل اني لست من الشرذمة القليلة من المعلمين الذين قرروا ان يخرجوا ليحتجوا على المهانه و الذل اللاحقه بهم بالقرب من مجلس الوزراء يوم السبت الموافق 30/ 8/ 2008 رافضين محاولة الحكومة المستميته التنكيل بهم و جعلهم كبش فداء لفشل العملية التعليمية و المطالبه بأجر عادل يقيهم شر مهانة طرق الابواب من أجل الحصول على دخل يمكنهم من سد أحتياجاتهم من متطلبات الحياه أجر عادل يحميهم من بيع الخضروات بعد اليوم الدراسي او العمل كأجير في اي من المهن الاخرى مثل سائق تاكسي او تكتك على سبيل المثال او العمل كمنجد او عامل محارة و هذه ليست مبالغة فالمدرس الذي لا تسمح المادة الدراسيةالتي يقوم بتدريسها بأعطاء الدروس الخصوصية يبحث عن اي مهن أخرى تسمح له بسد رمقه هو و اسرته مع الاخذ في الاعتبار ان النسبة الاكبر من المعلميين يحمل نفس مشاعر الغضب و القهر و لكن يملأهم الاحباط و يرون انه لا فائدة ترجى من الاحتجاج لان الحكومه ستنفذ ما تخطط له رغف انف الجميع. نعود مرة اخرى لمشاهدة الصورة نجد اثناء احتجاج و صراخ المعلمين مطالبيين برفع الظلم و القهر الواقع عليهم يخرج أحد اولياء الامور الذي ذبحته الدروس الخصوصية و هو فرد محدود الدخل ان صح التعبير لاني اظن ان معظم ساكني أرض مصر المحروسة يطلق عليهم معدومي الدخل ان اردنا الدقه في التعبير يخرج هذا الرجل الذي يطمح في تعليم أبنائه صارخا في وجوههم يا أصحاب الدروس الخصوصية يا فشله لحظة صمت تنتاب الجميع للاسف فهو لم يخطئ في شعوره بالغضب من عدوه المباشر هذا هو الواقع الاليم الذي نحياه فقد تركتنا الحكومه ليتهم بعضنا بعضا نافضه يديها من مسئوليتها الاولى و هي توفير حد أدنى للعيش حياه كريمه لكل البشر حتى يجد المعلم ما يستطيع أن يسد رمقه هو و أسرته و بالتالي لا يتحول الى كائن فاشل لا يستطيع الحصول عليه الا من جيوب أولياء الامور و بالتالى يتحول اولياء الامورالى كائنات موتورة عدوها الاول هو المعلم الذي يقف في طريق تحقيق حلمهم الخاص في ان يحصل أبنائهم على اعلى الشهادات ليجد مستقبل أفضل هذا إن وجده بعد الحصول على الشهادة التي يطمح ان يحصل عليها مع الاخذ في الاعتبار ان العملية التعليمية قائمه على كل من المعلم و المتعلم و ولي الامر و الادارة المدرسية و المنهج الذي يقوم على كل ماذكرنا سابقا بالاضافه الى الوسائل التعليميه و اساسات المدرسة الصالحة للاستخدام الآدمي.
و بناء على كل ما سبق يصبح السؤال كيف يمكن أن تتطور العمليه التعليمية و هذا حال المعلم و هذه علاقته مع المتعلم و ولي الامر ناهيك عن المناهج التي أقل ما توصف به أنها وسيلة لحشو الرأس و قتل روح الابداع و القدرة على التفكير عند المعلم قبل المتعلم. أما الادارة المدرسية فحدث و لا حرج فقد أصابها ما اصاب كل الدوائر الحكومية من التحجر و البيروقراطية و الفساد بكل صوره من سرقات و رشاوي و...
و للمرة الاخيرة نسأل وزارة التربية و التعليم كيف تطلب من المعلم ان يطور أداءه بشكل دائم و هو جزء من منظومه تعليمية فاشله ينخر الفساد في عظامها و تحتاج الى رغبه حقيقية للاصلاح و التطوير حيث ان ما يحدث الان على ما أظن ليس الا وسيله من الحكومه للتهرب من وعودها بعيدا عن أسس التطوير الحقيقية.

No comments: