Wednesday, February 3, 2010



يوم مشرق و فصل مظلم
في صباح مشرق  يصحبه سماء صافية على غير عادة قاهرتنا المحاصرة بغيومها السوداء دائما, تملكتني رغبة السير بتمهل و الاستمتاع بهذا الطقس الشتوي الممتع , لكني وسط تأملاتي الهادئة عادت الى ذكرى  دفتر الحضور و الانصراف ,  فاندفعت بخطى مسرعة  لألحق  به قبل أن يرفع وأجدني  داخل دوامة الافتكاسه الإدارية الخاصة بمعلمي الفترة المسائية في المدارس الحكومية حيث اننا يطبق علينا قانون عمل مختلف عن قانون العمل المتعارف علية  و هو أن الموظف من حقه ان يتأخر عن ميعاد العمل مده قدرها 120 دقيقة طوال الشهر , أم نحن فليس من حقنا التأخير و لا حتى عشر دقائق طالما نذهب إلى المدرسة الساعة الواحدة ظهرا .
اجتزت بوابة المدرسة وأنا مازلت في دائرة  اندفعي كطلقة مصوبة الى هدف محدد , فجأة  قطع مسيرتي المقدسة صوت ينادي : يا ابلة , يا أبلة , التفت بسرعة ناحية الصوت لأجد : امرأة ترتدي الزى الأسود المسمى بالإسدال, الذي أصبح الزى الرسمي لمعظم نساء هذه المنطقة, حتى مدرسات المدرسة التي أعمل بها , يقف إلى جوارها فتاة صغيرة الحجم , يبدو عليها الإعياء و الشحوب .
حاولت بمجرد التفاتي إليها أن تبدأ في سرد مشكلتها و لكني استمهلتها بضع ثواني لألحق بالدفتر و أعود إليها , نظرت إلي المرأة لا تعي مما أقول شئ ,  لكنها لم يكن أمامها شئ سوى  الاستسلام لمطلبي, أكملت  انطلقي نحو هدفي السامي,  لأجد وكيلة المدرسة  توشك أن تغلق الدفتر,  فما كان مني إلا أني وضعت يدي داخل صفحات الدفتر لمنع غلقه ,  مع إضافة ابتسامه بلهاء على وجهي  و اختطاف  القلم بحركة مباغتة  من بين دفتي الدفتر  , مسجلة أسمي في الخانة المخصصة له ,  متجاهله ضيقها التي حاولت إبداءه بوضوح , مديرة  ظهري لها و كأني لا أرى أو اسمع شئ مما يبدو عليها او تقوله.  و عدت أخطو بعض خطوات مسرعة بحثا  عن  المرأة هذه المرة   لأفهم منها ماذا تريد ؟
  وقد وجدتها كما تركتها  ما تزال غارقة في حيرتها و بحثها فتوجهت اليها بالسؤال.
ايوه يا ستى ماذا تريدين ؟
اندفعت تحكي بسرعة عن مشكلتها و كأنها تخشى أن أتبخر من أمامها قبل أن تكمل عرض مأساتها : ابنتي لم تأتي المدرسة منذ بدأ العام الدراسي , فقد كنت خائفة عليها من الإصابة بوباء أنفلونزا الخنازير و رغم حرصي وخوفي أصيبت بالمرض لان الفيروس موجود في الهواء كما قال لي الطبيب , قد عولجت و شفيت الحمد لله لكنها لم تمتحن أمتحاثات الشهر و ليس لها درجات لدي مدرسي الفصل المسجل به أسمها  و حاضرتك يا أبلة واحدة منهم ومش عارفة أعمل أية؟
ابتسمت لها محاولة أن أهدئ من روعها  و أخبرتها أنني سوف أمتحن الطالبات اليوم و ما عليها إلا أن تترك ابنتها تصعد إلى الفصل و سوف أقوم  بأخبار  باقي المدرسين بمشكلة أبنتها  .
نظرت لي نظرة يشوبها الشك و كأنها لا تثق في هذا الجنس الغريب الذي يحمل لقب مدرس و تريد ان تطمئن بنفسها .
عند هذه اللحظة اصطحبتها هي و ابنتها في رحلة بحث عن باقي المدرسين لتعرض عليهم مشكلتها بنفسها و يطمئن قلبها , و أخيرا اقتنعت بترك ابنتها في المدرسة هذا اليوم ليجرى لها المدرسين الامتحانات الشهرية   الخاصة بمادة كل واحد منهم.
صعدت الى الفصل وجدت تلك الفتاة التي أصيبت بالوباء رغم أنها تحصنت من الإصابة به داخل بيتها , فهاجمها من الهواء العليل المحيط بنا جميعا , بدأت بكتابة بعض الأسئلة على السبورة و قراءتها عدت مرات حتى تتمكن الطالبات من حلها , ثم جلست على الكرسي الذي انعموا علينا به داخل الفصل  هذا العام بعد سنين طويلة من العمل لا نجد مكان سوى تسلق مساند المقاعد الخاصة بالطالبات , جلست أتابع الطالبات و أحاول منع حالات الغش أحيانا و أحيانا أخرى أتجاهل محاولاتهن وكأني لا أراهن.
 مالت شمس اليوم المشرق إلى الغروب , فجأة على صوت  دى جى أستقر على الرصيف المواجه للمدرسة بالشارع  بأغاني صاخبة لإحياء حفلة افتتاح محل اى حاجة ب أتنين جنيه و نص .

  مع دخول المساء و غياب ضوء النهار تماما , صاحب صوت الدي جي ضوء قوي لعدد لا حصر له من المصابيح الكهربية الملونة التي تضيء و تظلم كعادة مصابيح الأفراح في المكان و فجأة و بدون مقدمات انقطعت الكهرباء عن المدرسة كلها و غرقت في ظلام دامس مع تعالي صوت الأغنية ( و بحب الناس الرايقة الى بتضحك على طول) تعالى صراخ الفتيات من كل مكان في المدرسة  فزعا , إلا فصلي الذي أشرف عليه فقد انتشرت فيه حالة من السكون تدعو إلى الريبة , يصحبها بقع ضوئية ضعيفة ,  أثارت فضولي فبدأت في التوجه إليهن متجاهله الصراخ و الغناء و الظلام الذي يغطي المدرسة,  لأجد الطالبات الرائقات وقد تجمعنا في حلقة تتصدرها الفتاة الشاحبة التي أختارها الوباء دون غيرها   على  ضوء  كشافات الموبيلات التي يحملنها رغم انف قرارات الإدارة المدرسية التي منعت تواجدها مع الطالبات , يسلطنها على ورق الامتحان و قد تجمعنا في حلقات ,  لينقلن الإجابة من بعضهن البعض , ظللت أحدق فيهن لا أدري ما ذا يمكن أن يكون رد فعلي على ما يفعلنه الآن ؟  
 بدأ شبح ابتسامة ساخرة يعلو شفتي , تزداد اتساعا , تحولت إلى ضحكات عالية و هن غافلات عني تماما .
تراقصت أمام عيني وأنا أتأمل استغراقهن في ما يفعلنه  ذكرى  ما سبق لي دراسته من سنوات عن أهمية عملية التعلم التعاوني كطريقه جديدة وأساسيه من طرق التعلم الحديث وكيف قامت عبقرية طالباتي الصغيرات بتحوير التعلم التعاوني إلى الغش التعاوني .

30 comments:

Sahran said...

malika العزيزة

طالباتك لم ينزلوا من المريخ أو زحل ,

هم من ذات المجتمع الذي توجد مدرستهم فيه , ولا أقصد بالطبع منطقة بذاتها , ولكن أقصد ثقافة عامة تسيطر على الجميع ,
متل حارة غوار ( كل من في إيدو إلو ) وهكذا رأت الطالبات في انقطاع الكهرباء فرصة للتمرد على ما يجب أن يكونوا عليه .

ولكن أحزنني عزيزتي أنك لم تستطيعي التمتع بجو الشتاء , فمتاعب مهنتك تلاحقك حتى في لحظات التأمل الجميلة .
أتمنى لك لحظات سعيدة بعيدا عن مشاكل التعليم والدراسة والطالبات والمتشحات بالسواد


تحياااااااااااااتي لك


ودمت سالمة

لاسع افندى said...

اولا الصوره جميله
اما بالنسبه للموضوع انتى ناقشتى فيه اكتر من مشكله بداية من روتين دفتر الحضور اللى مايناسبش ابدا ظروف بلد الواحد بيطلع من بيته قبل ميعاد الشغل بساعه واحيانا ساعتين ومش ضامن يوصل فى ميعاده
ومشكله اللبس اللى اتغير شكله واخد شكل كئيب يخلو من اى زوق
وانفلونزا الخنازير اللى ماحدش خايف منها الا احنا
اما الغش والموبايل فده ماحدش هيقدر يمنعه

تحياتى

الشاعر الفنان أحمد فتحى فؤاد said...

الناس فى بلدنا الجميلة يا أختنا العزيزة أصبحوا لا يثقوا بأحد ... و أصبحوا لا يصدقون أن يأتى الحل أبدا من الشخص الذى يسألونه أن يحل ... و هذا سر تفاجؤ السيدة أمامك
كل اللى واثقين فيه و مصدقينه بس إن السواد أصبح اللون الغالب فى صورة بيضاء الأصل
الله يعيننا و يعينهم

تحياتى لك

Ahmed Fayez said...



التعليم التعاوني
!!
احنا احسن ناس نتعاون في الحاجات دي



sabry abo-omar said...

وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان.. كانت تلك كلماتنا أيام الإمتحانات دائما .. لكى الله ودومت لنا عزيزتى . سعدت بمرورى عندك وأعجبنى أسلوبك السلس الجميل فى الحكاية والتعبير عن الحياة من وجهة نظر مدرسة مصرية تعيش ظروف بلدها الصعبة..أعانك الله ولكى منى كل تقدير

Unknown said...

عزيزي سهران في بلدنا ابدلوا الجمال و البهجة بالقبح و اللهاس الدائم وراء لا شئ فنحن نستغرق في تنظيم الشكل و نتجاهل دائما الجوهر
و أصبح تمردنا على الوقع تمرد سلبي و ليس تمرد ايجابي
اتمنى يوما ان يكن التعليم يسير البهجة و يحبب في العلم و ليس كما هو عليه الان
تحياتي و مودتي لك

Unknown said...

لاسع أفندي المدرسة مجتمع صغير تخرج منه كل ما نعاني منه في المجتمع الكبير
الروتين و الجري المستمر من غير هدف الغش و حالة تفشي الموبيل الغريبة الى بيستخدم استخدامات كتيره مالهاش صله بوظيفته الاصلية و وهم انفلونزا الخنازير الى لهونا فيه كم شهر و مصايب كتير حولينا حاولت اجمعها على قد ما قدرت
تحياتي لك

Unknown said...

الشاعر الفنان أحمد معك حق في كل ما قلت الناس فقدوا الثقة التامة في كل من حولهم حتى لو كانوا عايزين يسعدوهم فعلا
تحياتي

Unknown said...

أبو عمر أسعدني مرورك جدا مع التمني بدوام التواصل
زمان كان الطالب الغشاش بيعامل معاملة السارق أم الان اصبح حق من حقوقه و المدرس الذي يحاول منعه يكن مدرس سئ و شرير ولا يريد مساعدة أحد

Unknown said...

وينر للاسف عندك حق :))))))))))

Desert cat said...

بمناسبة الإسدال الأسود
ده بقى الزى الرسمى دلوقتى والمدرسات فى مدارس ابتدائى كمان لابسينه
اما بالنسبة لحالة التعليم فهى فى النازل بالطبع طالما الدروس الخصوصية بتقوم بالواجب
حاسة بمدى معاناتك لأننا دلوقتى فى زمن من النادر جدا تلاقى زهرة مشرقة فى صحرا

مودتى ومحبتى يا ارق زهرة

حصان المرجيحة said...

ردي ببساطة
هو ده حالنا
و اللي مش عاجبه ...... لازم يعجبه ههههههههه

Unknown said...

للاسف اصبح السواد حولينا في كل مكان بس الوزير الجديد استدعى المنقبات للامن في الاداره يمكن يحصل تغيير في السواد عقبال الباقي
صباحك مساك جميل
مع مودتي الدائمة

Unknown said...

قصدك الى مش عاجبة يخبط دماغة في الحيط
هههههههههههههههههههههه
صباحك زي الفل

rania said...

مرحباً
اول زياره لي هنا
وعجبني طرح ساعات عملك
انا كفتاة شرقيه وبعيده جداً عن العالم العربي وحياته اليوميه
لكن الذي لفت انتباهي قطع الكهرباء في فصل الدراسي!!!غريب جدا
أما
الغش انا متأكده انه كل العالم تفعل الشيء نفسه وبنسبه عاليه


محبه وسلام
ذكريني عندما يسقط المطر
المطر يسقي الروح وينعش القلب *_^ه

Unknown said...

يسعدني زيارتك و اتمنى ان تتكرر دائما
لما يدهشك انقطاع الكهرباء في الفصل حسب القصة افتتاح محل في المناطق الشعبية يعني سرقة كهرباء المنطقة لاضاءة المصابيح الملونة التي ينشرها في الشارع كله و لتشغيل دي جي قوي يرج المكان كله هذا بالاضافة الى ان توصيلات الكهربه في المدرسة غالبا تكون غير مطقنة لان المدارس تبنى بأيدي شركات من الباطن تريد ان تكسب فتسرق في الميزانيات المخصصة لذلك كله يسرق و يغش من بعضه منظومة فاسدة و مستمرة في انتاج اجيالها

انسان ensan@live.se said...

تحية طيبة عزيزتي Malika
هنا نعود مرة اخرى الى مسؤولية الحكومة في توفير الظروف الطبيعية والصحية للطلاب .. فعند انقطاع الكهرباء عن المدرسة هذا الوضع الغير طبيعي يولد شعور عند الطالب بان ليس للدولة اي مسؤولية حقيقية اتجاه المؤسسة التعليمية وبذلك تصبح الامور كلها فوضى بمخيلة الطالب والغش والصراخ والضجة حالة طبيعية كانعكاس طبيعي وتكملة للوضع الفوضوي في المدرسة.. ثم ان قضية اقتناء الطلبة للهواتف النقالة امر طبيعي لانه ممنوع! وكل ممنوع مرغوب.. لكني لااستغرب هذا المنع.. وما هو المسموح في عالمنا العربي!!!؟ لكِ مني الف تحية وشكرا

Unknown said...

مرحبا بك يا أنسان
معك طبعا في كل ما ذكرت و ستجد اني استكمالا لصورة الفوضى الممزوجة بالقهر في بلدنا وضعت صورة افتتاح المحل الذي سحب الكهربة من المنطقة كلها حتى المدرسة
نحن نحيا في ظلم نظام فاسد يخلق حاله عامة من الفساد تزرع في النفوس من الصغر
تحياتي و مودتي لك

Unknown said...

وبحب الناس الرايقة
اوى اوى اوى اوى
عذراً استاذة مليكة
ولكنى فعلاً لا أجد ما ارد
به فقد وصفتى ما الاقى كل يوم
مريض يريد ان يسألنى على البوابة
أو فى الممر عن شىءوأنا اريد أن أمضى بالساعة-ماينفعش تحطى ايدك فيها دى)
فيتهمنى بعد هذا بالتكبر عليه وانى (اتغيرتى اوى ياست الضكتورة)ما يعرفش ان الست الضكتورة وزارة الصحة معتبراها موظفة اولاً

Unknown said...

بدأ شبح ابتسامة ساخرة
يعلو شفتي تزداد اتساعا
تحولت إلى ضحكات عالية
وهن غافلات عني تماما
يعنى سيبتيهم يكملوا؟!
الأحباط كسب يامليكة ؟
ولا ايه؟عارفة انا أقعد
اتكلم مع المريض عن اكله
شربه أو رياضته وانهم أهم
من الدواء يسيبنى اتكللللللللم
لمّا اتهرى بردون يعنى وفى الأخر يسألنى
بكل هدوء :حتكتبلى دوا ايه بقى؟!!
احيان كتير وبصراحة ببقى عايزة
أصووووووووووووووووووووووت:(

Unknown said...

يامليكة لى سؤال
هو ممكن تشيلى كلمة
التأكيد عند وضع التعليق
ولا أنتِ حاطاها مخصوص لمنع السزبازم
زى ما بيقولوا ومتسألنيش يعنى ايه لأنى مش عارفة:)

Unknown said...

أزيك يا نور حياتي
انا مش عاملة الكلمة دي خالص هي موجودة من ساة ما ملت المدونة و انا معلوماتي محدودة في الحكاية دي بس هاولة الغيه و لو اني مش فاهمه الكلمة الى انت كتباهه
ههههههههههههههههههههههههه

Unknown said...

صديقتي كلنا في الهم سواء لان بلدنا لا يهمها ان تؤدي ملك كطبيبة أكثر من أهتمامه بأن يكون ورقك سليم
كان احدى صديقاتي تشرف لى حجرة الحاسب الالي وكانت تديره جيدا وتلم الاولاد بجد و تنشأ دورات و تحدث وتنشط الاجهزة و الممل بأستمرار لكنها لا تهتم بتسجيل ذلك بدقة في الورق و الدفاتر وكانت النتيجة انها أخذت جزا و قلها المتاب الى من الوزارة كذب مساوي احسن من صدق مفركش

Unknown said...

ماشى يامليكة
أقولك أنا :
1-الأعدادات
2-التعليق
3-تأكيد الكلمة حتلاقى ربع
صغير فيه علامة صح :شيلى الصح دى
سهلة مش كدهـ:)ولو فيه حاجة اسألينى وانا أجاوبك

Unknown said...

لكن رغم ذلك ما حكيته ليس يأس لكن محاولة لاستيعاب العبث الذي نحيا فيه و الى يخلينا كلنا نصوت من تخلف الحكومة وجهل الناس للاسف
ربنا معاك و يقدرك على عملك فمهنتك صعب جدا بجد
سلامي اليك

Unknown said...

نسيت أقولك
أعملى حفظ للتغيرات
قبل ما تقفلى

Unknown said...

ماشي يا نور حفظتهم يارب أكون عرفت أعملها :)

Unknown said...

لولولوىىى
مبروووووووك
نهنىء أنفسنا مليكة :)

Unknown said...

هههههههههههههههههههه
شاطرة انا مش كده

كيمو نور00201201726286 said...

شركة عزل اسطح بالرياض

شركة عزل اسطح

شركة عزل

شركة

عزل اسطح بالرياض

اسطح بالرياض

بالرياض

افضل شركة عزل اسطح بالرياض
اريد شركة عزل اسطح بالرياض

ارخص شركة عزل اسطح بالرياض


ابغى شركة عزل اسطح بالرياض

ابى شركة عزل اسطح بالرياض

ماهى افضل شركة عزل اسطح بالرياض