Wednesday, June 17, 2009



مزامير

المزمور الأوّل

أعشق أسكندريّة ،

واسكنريّة تعشق رائحة البحر ،

و البحر يعشق فاتنة في الضفاف البعيدة !

***

كلّ أمسية ؛ تتسلّل من جانبي

تتجرّد من كلّ أثوابها

و تحلّ غدائرها

ثمّ تخرج عارية في الشوارع تحت المطر !

فإذا اقتربت من سرير التنهّد و الزرقة

انطرحت في ملاءاته الرغويّة ؛

و انفتحت .. تنتظر !

و تظلّ إلى الفجر ..

ممدودة – كالنداء

و مشدودة – كالوتر

... ... ...

و تظلّ .. وحيدة !!                               

المزمور الثاني

قلت لها في اللّيلة الماطرة

البحر عنكبوت

و أنت – في شراكه – فراشة تموت

و انتفضت كالقطّة النافره

و انتصبت في خفقان الريح و الأمواج

( ثديان من زجاج

و جسد من عاج )

و انفلتت مبحرة في رحلة المجهول ، فوق الزّبد المهتاج

ناديت .. ما ردّت !

صرخت .. ما ارتدّت !

و ظلّ صوتي يتلاشى .. في تلاشيها ..

وراء الموجة الكاسرة )

... .... ....

( خاسرة ، خاسرة

إن تنظري في الغريمة الساحرة

أو ترفعي عينيك نحو الماسة التي تزيّن التاج ! )

المزامير 3 

لفظ البحر أعضاءها في صباح أليم

فرأيت الكلوم

ورأيت أظافرها الدمويّة

تتلوّى على خصلة " ذهبيّة "

فحشوت جراحاتها بالرمال ،

و أدفأتها بنبيذ الكروم .

... ... ... ....

و تعيش معي الآن !

ما بيننا حائط من وجوم

بيننا نسمات " الغريم "

كلّ أمسية ..

تتسلّل في ساعة المد ، في الساعة القمريّة

تستريح على صخرة الأبديّة

تتسمّع سخرية الموج من تحت أقدامها

و صفير البواخر .. راحلة في السواد الفحميم

تتصاعد من شفتيها المملّحتين رياح السموم

تتساقط أدمعها في سهوم

و النجوم

( الغريقة في القاع )

تصعد ... واحدة .. بعد أخرى ..

فتلقطها

و تعدّ النجوم

في انتظار الحبيب القديم !



Friday, June 12, 2009

أم في الاوبرا احيانا


أم في الاوبرا احيانا في هذا الوقت من كل عام تبدأ في اصطحاب ابنتها الى الاوبرا حيث تكثف مرات التدريب استعدادا لحفل البالية السنوي للاطفال الذي تقيمه الاوبرا بأسم حفل تنمية المواهب .تذهب بصحبة ابنتها و كتابها الذي تقرأ فيه بعد دخول ابنتها قاعة التدريب ,حيث تخرج الكتاب و سيجارةتشعلها بجوار فنجان القهوة تحاول اقتحام عالم الكتاب منعزلة به عن كل من حولها, محاولة احداث طقس خاص بها لم يكن لها يوما طقوس محدد فبرغم حبها لمذاق القهوة الا انها لم تعتاد ان تحتسيها في اوقات محددة بعينها و لكنها احيانا تشتاق الى مذاقها شأنها في ذلك شأن السيجارة أحيانا تصبح شرهه لها و أحيانا اخرى تضيق حتى من رائحة دخانها , كان هذا الامر يسبب لها ازمة فهي لم تعتاد مثلا ان يكن لها مشروبا محدد في الصباح لا تفيق بدونه كما كانت تسمع من حولها يتحدثون دائما , فغالبا يستهويها شئ اليوم يصبح لا معنى له غدا .اثناء استغراقها في عالم الكتاب و حواراتها الدائمة مع ذاتها التي لا تصطحب سواها دائما في نهاية الامر , أقتحم عالمها السابحة بين شطآنه سيدة تحمل ملامح هادئة مبتسمة, تتكلم بود وكأنها تعرفها منذ زمن بعيد , بدأت في حديثها عن رحلتها مع ابنتها لشراء مستلزمات الحفلة من توك للشعر و ادوات لاستكمال زينتها اثناء الحفلة , تذكرت انها تحتاج ان تفعل نفس الشئ مع ابنتها , كانت تنظر للسيدة محاولة التوصل معها في الحديث ,محاولة ان تكون أم مثلها لكنها دائما كانت نصف أم, نصف زوجة, نصف سيدة محيطة كل هذا بمشاعر طفله حالمة مازلت تهفو الى كلمة حب, لمسة رقيقة تشع دفء و امانا داخل روحه الهائمة بلا مستقر علها تبدد وحدتها الدائمة .في هذا اليوم دعتها تلك السيدة الام الى الانضمام الى كوكبة من الامهات من اعلى الرأس حتى أطراف اصابعهن, تظل كل واحدة منهن قابعة في مكانها مجندة لتلبية أحتياجات أطفالها اللائي يحملنهم معهن أثناءالتدريب بالاضافة الى بناتهن اللائي داخل التدريب وتدور بينهن حورات كثيرة عن البيت و الزوج يشوبها احاديث عن العمل اذا كن يعملن أو عن اصطحابهن لاطفالهن الى الانشطة المختلفة التي يمارسوها, فهن سيدات من الطبقة المتوسطة الميسورة الحال ليسوا مثلها من الطبقة المتوسطة الكادحة, ظل الامر على هذا الحال هن يتحدثن و هي تحاول جاهدة التواصل معهن دون جدوىوكأنها من عالم آخرغير عالمهن او ربما هن هبطنا على عالمها فجأة فأحدثوا اضطراب .مع استمرار الحديث و محاولتها للتواصل هبطت عليهن سيدة تلهث نتيجة لتأخرها الشديد عن ميعاد التدريب ,أدخلت ابنتها على عجل و التحقت بمجموعة الامهات التي انضمت لهن و كانت يبدو علي وجهه ملامح جادة حائرة وكانها تحمل داخل جعبتها خبر نهاية العالم .وقد لفت انتباههن ملامح وجهها فبدأن يسألنها ,عندها بدأت تحكي لهن ما حدث في شركة البترول التي تعمل بها و كيف ان الخبير الامريكي التقى بعدد من العاملين بالشركة ثم التقى بخبيرة اوربية على انفراد ولا يمنع من مصاحبة عباراتها ببعض الغمز و اللمز على كلمة انفراد , امريكي و اوربية و على انفراد تخيل ماذا يمكن ان يحدث بينهما,ثم تبع ذلك لقائه مع خمسة من المديرين وظلت اعداد من التقى بهم تتزايد حتى القت بالخبر الذي هبط عليهن كالصاعقة وهو ان هذا الخبير مصاب بانفلونزا الخنازير .أصابتهن حالة من الهلع و بدأن يجمعن صغارهن وكان الخبير الامريكي قادم ليلتقي بهن و صغارهن ايضا ,بدأت عاصفة من الاسئلة عن عدد من انتقلت اليهم العدوى و هي تدلي بتصريحاتها الخطيرة التي تخفيها الشركة عن العالم, في البداية كانوا اثنين عندما اعدن عليها السؤال اصبحوا خمسة و في كل مرة يتكرر فيها السؤال يتضاعف العدد حتى كادت ان تجزم ان الشركه كلها اصيبت بالعدوى ماعدا هي التي انقذتها العناية الالاهية لانها في اجازة منذ اسبوعين و عندما سألتها فتاتنا ببراءة شديدة عن مدى تأكدها من صحة الخبر نظرن اليها جميعا وكأنها ليست من هذا العالم الذي يعشن فيه هن و صغارهن و اخبرتها احدى الامهات باهمية ان تتابع الاحداث في الاخبار لان عدم اهتمامها سيعرض اطفالها للخطر و اخرجت سريعا منديل ورقي معطر و ظلت تمسح به وجه و يد ابنتها و تكرر هذا الامر عدد مرات بقلق و فزع حقيقي و كأن الوباء يحصد الالاف بالخارج ,و هي لا تجد مخرج للنجاه ا

Wednesday, June 10, 2009

هناك



تسير امال حزينة ضجرة كما اعتادت هذه الايام, تحمل نفسها بشدة لتخرج من البيت, كل ما يدور حولها يدفعها الى البقاء ماعدا رغبة ملحة في ان تصنع حياتها بيدها لاول مرة في تاريخ عمرها الطويل القصير.
تركت العالم كله من حولها يشكل لها تفاصيل حياتها حتى اصبحت جسد يسير حاملا كفن روحه على يده ,تصرخ داخل صمتها الابدي يكفيني هذا اريد ان احيا , ان كنتم تحبونني كما تتدعون , دعوني الحق بسنوات عمري اللاهثة بحثا عن ذاتى التائهه دون جدوى .
التقت بهم , من هؤلاء ؟لا تدري وجوه تلتقي بها أحيانا و تختفى من مجالها البصري احيانا اخرى,لم يكن لها اصدقاء دائمين طوال عمرها, دائما تتقلب بين اطياف من البشر, هل لانها لا تجيد فن التواصل ؟ ام لان حياتها دائما مضطربة في حالة صعود و هبوط دائمين؟هي حقا لا تحمل اجابة حقيقية لكل اسئلتها تشعر انها في دوامة طويلة من عدم الفهم.
التقت بهم واقترح احدهم مكان ,ذهبت بعيدا ,هنا اعتادت ان تلتقي بمحبوبها وهنا كانت تنفصل عن العالم سابحه كفراشة في عالمهما الخاصة ,تطير حره لاول مره تحكي و يتورد وجهها عشقا ينظرا معا الى السماء بلونها الازرق الصافي صفاء مشاعرهما المنطلقة ببراءة طفلين يلهوان بسعادة كانت تظن يومها انها تملكها وانهما كيان واحد ظل ناقصا حتى أكتمل بروعة اللقاء كانت تظن انهما اكتفي بعالمهما الخاص عن كل ما يحيط بهما.
أعتادت بعد ضياع هذه الايام ان تتعمد العبور بجوار المكان تستعيد طاقة الحلم ,يمتلئ كيانها بهجه, تتطاير فرحه, معلقة بصرها على بوابة المكان ,متمنية ان يخرج منه يتلقفها بين ذراعيه يطيرا معا الى عالمهما الذي خلقاه باوهامهما الخاصة, كم كانت تهواه ,مرات عديده عبرت امام هذا المكان القدسي حامله نفس الحلم بين جنبات قلبها الواهم, لكنه ظل مجرد حلم .
ظلت تتعمد العبور حالمه في هذه المرات ان يعود اليها احساسها المبهج برؤية المكان, متمنية ان تستعيد املها في ان تراه لكن البهجة ذهبت و الرغبة في رؤيته صارت باهته يشوبها مشاعر أمرأة ارضية تحاول جاهدة ان تهجر الحلم الوهمي.
الان ستذهب الى المكان ,ستدخله لن تكتفي بالتحديق في الباب باحثة عن حب ضائع, راودتها أمالها ولكن ليس بنفس القوة السابقة مجرد أمال مبتورة لوهم الرؤية التي تعلم جيدا انه لن يتحقق , أصبح هناك الان مساحات ارض شاسعه تفصل بينها و بين حبيب باتت تعتقد انه لم يكن الا وهم مثل باقي الاوهام التي اعتادت ان تنسج خيوطها داخل اطار خيالها المتعطش لوجود حبيب اسطوري يصعب وجوده بين عالم البشر , تسعى الان جاهده ان تنسلخ من خيالاتها بحثا عن حياة حقيقية تخلو من أوهام لم ولن تتحقق , باحثه عن امال جديدة تصنعها بيدها لا تنتظر فيها اطياف بشر تذهب سريعا و لا يبقى منها سوى انكسار ضياع الحلم.
دخلت توقفت لحظات ترقب بصماتهما التي سجلاها معا هنا و هناك, تنظر الى زجاجه خشبية كبيرة وضعت اعلى المكان, اخبرها الحبيب ذات يوما ان معشوق صاحبة المكان اهداها لها بعد ان صنعها بيديه و انها بقيت في هذا المكان طوال حياتها و ماتزال باقية حتى بعد مماتها لم يخبرها ما الذي حدث لحبهما و لم تهتم هي بسماع باقى الرواية كانت هائمه في حبه تغذي تلك الرواية رغبتها في ان يبقى الى جوارها ما بقى لها من عمر.
وقفت باحثة عن ما كان داخلها في تلك اللحظات , لكنها لم تجد داخلها شئ منه , تتساءل لما كانت ترى هذا المكان رائع؟ضيق هو ,مقبض, يكتظ ببشر يحملون وجهه غريبة غير مؤلوفه, غير محببه لم يعد عندها رغبة في البقاء ,جلست قليلا مع من ذهبت من بشر ثم تعللت بانها لابد ان تنصرف الان فلديها اعمال كثيرة اخرى تريد ان تنهيها .
خرجت فاتحه صدرها لاستنشاق هواء نقي بعيدا عن هذا المكان المقبض , متخذه قرار انها لن تعود اليه مره اخرى فلم يعد هو نفس المكان الذي ارتادته يوما ما و لم تعد هي نفس الحالمه التي جاءت يوما محاولة بكل طاقتها ابقاء طيف وهمي ادمى قلبها البرئ حتى الموت ليولد مكانه قلب أخر لا يبحث عن الاطياف , تريد ان يلمس البشر و يشعر بنبضهم على الارض ليس في سماء عاليه لا وجود لها على ارض الواقع.


Friday, May 29, 2009

في نهاية العام


في نهاية العام
إعتادت أن تعتبر نهاية العام الدراسي هو نهاية عام , و ان بدأ الاجازة الصيفية هي بداية عام جديد مختلف ,في هذه الفترة تبدأ حاله من القلق وخوف داخلي من عدم القدرة على ان تستوفي شروط الاستمتاع بحياه مؤجله معظم شهور السنه تدور فيها في فللك حياتها العملية المفروضه عليها كمدرسة تحمل على عاتقها مسئولية رعاية اطفالها الكاملة, فتكون حذره جدا في سبل التعامل مع صرف ما تتدخرمن مال لهذه الايام و بينما هي داخل دائرة قلقها الاعتيادية مر عليها تاكسي و ابطأ بعض الشيئ غير متخيل ان سيده مثلها ستستقل الاتوبيس الذي يجاوره في الطريق , فهي من محبى التأنق و الاعتناء بمظهرها غالبا , تبدو عليها بعض المظاهر التي توحي بأنها من ساكني الاحياء الراقيه كما يطلق عليهم, تشعر أحيانا بمتعة مشاهدة الصدمه التي تعتري سائق التاكسي عندما تصف له مكان سكنها في إحدى المناطق العشوائية, نفس الصدمه التي اصابة سائق التاكسي عندما وجدها تقفذ داخل الاتوبيس كمحترفي ارتياد المواصلات العامه.
عندما دخلت الى الاتوبيس و جدت مقعدا خالي من الركاب ذهبت اليه سريعا و بدأت رحلتها التي تتماوج ما بين السباحه داخل شطآن خيالها الوهمي الذي تغرق داخله كثيرا محدثه اشخاص ربما لهم وجود واقعي لكنها تتحدث معهم داخل خيالها , حتى انتزعتها من اوهامها صرخة الم , انتبهت محاوله معرفة ما يدور حولها كان طفل ربما عمره يقارب عمر احدى ابنائها يحمله ابيه على كتفه محاولا النهوض ليهبط الى المحطه التي يقصدها ,محاط بدعوات كل من في الاتوبيس (ان يهب الله ابنه الصحه و العافيه و الشفاء العاجل )انتبهت لحظتها انه على بعد خطوات منها طفل آخر شاحب ,يخرج انفاسه بصعوبه فدعته للجلوس الى جوارها .
بدأت تتجول بعينيها في وجوه البشر التي تحيط بها أشكال مختلفه من بشر تتباين فيها درجات التعاسه و العبوس تبحث بينهم عن ابتسامه حتى و ان كانت شاحبه ,لا تجد ! هل لديهم نفس المعانه التي تعانيها من حيوات و احلام مؤجله دائما الى اجل غير مسمى ؟, أم ان اسباب عبوسهم أقوى من أوهامها الخاصه؟ .
تتعمق أكثر في التجوال ,رجل عجوز يحفر الزمن خطوطه في وجهه بقوه و عنف , أمرأة تجلس منكمشه داخل طفليها المحاطين بها يعلو صراخهم و هي ذاهله عنهم سابحه في عالم يبدو من ملامح وجهها انه مؤلم , بينما في جانب أخر يجلس مجموعه من الشباب الصغير يتعالى صياحهم الهازئ بكل ما يدور حولهم ,يعلو من جهاز صغير بين ايديهم صوت الاغاني الصاخبهالتي يهون سماعها ,يتمايلون معها ,عندما تركز النظر في وجوههم تنتابك مشاعر الارتباك و عدم الفهم , ملامحهم تختلط فيها علامات الاستهتار الممزوجه بغضب مكبوت متحفز لاي محاوله للاعتراض من المحيطين بهم على ما يفعلون, ليبدأوا هجوم عشوائي متكاتفين مع بعضهم البعض للانتقام من المعترض.
اناس يمسكون بكتيبات صغيره يقرأونها و يرددون ما بها و كانهم آلات لا عقل لهم , آخرون يمسكون بجهاز المحمول يدورون فيه بأيديهم منعزلين عن ما يدور حولهم متوحدين معه و كأن العالم اختصر فيه , بشر كثير كل في عالمه , اتفقوا على شئ واحد لا يوجد فيه اختلاف العبوس , الاغتراب عن الحياه , الغياب التام للابتسامه .

Sunday, May 17, 2009

وجه عاري لاول مره



جلست على سريرها الخاوي الا منها بين جدران حجرتها المغلقه على روحها المعلقه داخل هذه الجدران تتذكركما كانت سعيده في بداية الامر عندما اصبح لها سرير لا يحوي الا جسدها هي و حجره لا يوجد بها الا متعلقاتها وحدها لم تنعم بهذا طوال سنوات عمرها شاركت امها السرير في بداية عمرها و الزوج بعد ذلك حتى رحل تاركا لها حجره و سرير تنعم بهما وحدها , توقف سيل ذكرياتها امام عباره اطلقها هذا العابر المؤلم اثناء لقاء من لقائتهم القصيره المبتوره ,عندما كان يروي تجربة سفره بعيدا عن زوجته ,حيث اعتاد رغم انه نائم وحده ان يترك نصف السرير خاوي, تذكرت لحظتها ان سعادتها بامتلاك سرير وحدها بلا شريك كان وهم فما زالت لا تشغل الا نصفه و يبقى دائما نصف سرير خاوي.
نفضت رأسها بقوه لماذا يلح عليها بعباراته؟ لما يعود كطيف يخالط ذكرياتها؟ الم يقرر الرحيل و اصر على ذلك, الم يسقط اخر قناع احتفظت به لوجهها تلك الابتسامه الوهميه , تهز راسها ساخره من البشر (ما احلى تلك الابتسامه الصافيه الملائكيه كيف تحتفظين بملامح و نظرة طفله بريئه ), تسأل نفسها هل كنت طفله يوما ما! تعود لذكرياتها مره اخرى, تتذكر يوم ان كانت أمها تجلسها الى جوارها و تبدأ في حديث طويل لا تمل من تكراره امامنا طريق طويل, العالم قاسي لا يرحم ليس معنا احد سوى الله..... ان تعثرنا لن يمد لنا احد يده ليقينا عثراتنا , شهادتك سلاحك ضد غدر الزمن...... خوف لا حدود له ,غربه, عزله ظلت امها طوال سنوات عمرها الاولى تبث داخلها تلك العبارات التى تملأ قلبها الصغير رعبا لا احد معنا, لن يرحمنا احد اذا توقفنا للحظات نلتقط انفاسنا, لهاث دائم سياط تلهب ظهرها لتظل تجري و تجري لا نجاه لها اذا توقفت لحظه.
كانت تستيقظ من نومها فزعه فزع صامت, كم تمنت ان تصرخ مره واحده في حياتها لكنها لم تكن تفعل امام طوفان الرعب التي تصبه امها في قلبها سوى تلك الابتسامه الهادئه .
تتوقف ذكرياتها امام ابتسامه مماثله رأت ارتعاشة التوتر فيها ارادت ان تخبره انه يمتلك نفس الابتسامه المتوتره , ارادت ان تسأله لماذا؟! هل رحل ابيك انت ايضا و ترك لك اما مرتعبه تصب رعبها في قلبك ليل نهار, لكنه كان كطيف يظهر و يختفي دون ابداء اسباب.
تعود لتسأل نفسها هل هي انسانه؟ ,هل يحق لها ان تتألم مثل باقي البشر! لما يعاملها الجميع على انها قطعه من صخر لا تلين و ان الالم ليس من احدى حقوقها يكفيها من العالم تلك الابتسامه الهادئه !
اخبرتها أمها يوما ان ابيها لم يكن يخرج صباحا الى عمله دون ان يرى ضي عينيها, لم رحل اذا؟ مازالت تملك نفس العينين ! تنقبض من تلك العباره (على فكره عينك حلوه فيها ضى و لمعان جميل ) مازالت عينها تبعث نفس الضي اذا, لم تركها و رحل؟ هل وجد عينان اكثر اضاءه يطالعانه صباحا عوضا عنها!
أسأل كثيره تدور داخل رأسها تكاد ان تعصف بها , لما لم يعد؟ لما فر بعيدا عنها؟ ما الذي حدث اثناء غفلة عمرها الطفولي؟ انتظرته طويلا لكنه ابدا لم يعد!!!!
اشاروا لها ناحية سرير صغير في حجره داخل مستشفى يرقد عليه كهل يحتضر هذا ابيك اقتربي قبليه , ارتعشت مازالت السياط تلهب ظهرها مازالت انفاسها متقطعه من الجري.
اخبرها ذلك الطيف انها تفجر داخله مشاعر الابوه ,اختفى العالم من حولها لحظات راحل هو لا محاله ,الاباء دائما يرحلون ورحل .
صخب هائل داخلها لا يسمعه غيرها متى يصمت او تنفجر فيسمع العالم كله ضجيجها؟ ...... سمعه ذلك الطيف لكنه لم يعره انتباها أدار وجهه و اصر على الرحيل!
مازالت مطرقه الرأس دون تلك الابتسامه لم يعد هناك داعى لها فلتسقط تاركه وجهها عاري تماما لاول مره
.

تدعي الحكمة


بينما هي جالسه القرفصاء منكمشه حول ذاتها ,مثقله بعبء اوهامها الخاصه, أنهمرت ينابيع و انهار من الدمع .

ولكن في لحظة حاسمه من احدى لحظاتها القليله قامت لتجمع ما فاض من دمع لتودعه ركنا قصيا داخل جدران قلبها محدثه نفسها كما اعتادت دائما ان تفعل.....
فليبكي هو كيفما يشاء لا وقت عندها لمواساته ,أمامها طريق طويل و حياه مؤجلة لابد أن تحياها .

تعالى صوتها مردده : كفى ما ضاع من أيام.

وكما أعتادت أن تفعل طوال سنوات عمرها القصيره ,الطويلة المزدحمة بالالاف اللحظات من الانتظار الدائم

ترقب العالم من مكان بعيد أو على ما يبدو قريب ما عاد يهم

رأت نفسها طفله تحبو نحو الحياه بخطى مرتعشه ,متخبطه تحاول جاهده جمع شتاتها المبعثرعلى جدران عالمها المغلق حول ذاتها
أطلقت صرخة مدوية هزت اركان هذا العالم قوضت جدرانه ,استجمعت كل عناصر قواها المنهاره

رفعت يدها متوعده ذاتها

اعلمي أيتها الطفله أمامك طريق طويل حتى يجف دمع الصغار الذي يبلل وجنتيك و يصب أنهار حزننا ذاهل من أفاعيل الكبار داخل قلبك الباحث عن الحياه.

وبينما هي ما تزال رافعه يدها المتوعده أطقت أخر عباراتها الامره المغلفه بقليل من الرأفه

طفلتي الكبيرة الصغيرة كفاكي أدعاء للحكمه

Friday, April 10, 2009

حياه
فردت اجنحتها اللامعه طارت محلقه في سماء احلامها متحسسه تاجها الوضاء الذي يزين رأسها مسترجعه كل ما قالت لها العرافه من عبارات اشعلت قلبها شوقا ,حبا, سعاده لا حدود لها استرجعت سنوات قيدها لكنها تداركت سريعا و عادت تتذكر انها كسرته وهي ذاهب الان الى المدينه التي وصفتها لها العرفه حيث يقنط حبيبها الذي سيمنح تاجها طاقة الحريه كم هي مشتاقه الى رؤيته عاشت سنوات القيد لا ترى غيره منتظره ان يأتي يزيح عنها الامه لكنه تأخر كعادته و طال انتظارها فقررت ان تكسر القيد بيدها و تذهب هي باحثه عنه ربما ينتظر مجيئها كما تنتظره هي فلتبادر بالذهاب اليه اذن.
ها هي ابواب المدينه فاتحه ذراعيها لاستقبالها و احتضانها داخلها طارت سريعا اجتازت البوابه .
ما كل هذه الوجه اين وجه حبيبها ربما هذا اقتربت لا تراه جيدا اقتربت اكثر ما هذا الذي تراه الام تفوق الام قيدها الذي كسرته توا لما يريد هذا الوجه سحب طاقة شوقها تفر سريعا لا ليس هذا وجه حبيبها ربما هذا او ذاك ماهذا الذي تراه هل هذه الوجه يمكن ان تحمل طاقة الحب و الحريه التي تبحث عنها تناجي العرافه( اين المحبوب اين الحب لما لا ارى سوى قيود اخرى من هؤلاء وجه شاحبه لا روح فيها تشعر بالوهن تشعر ان طاقتها الاتيه بها تسحب من داخلها تتبدد تطير في الا شئ هل هذه مدينه الحب, الشوق, الحريه ام مدينه للاشباح
بدأت تشتاق الى قيدها ينتابها بعض مشاعر الندم لانها كسرته من اجل اوهام الانتظار الواهيه هل كانت عبارات العرافه اوهام لما بدأ ضوءها يخبو ما كل هذا التشتت الذي ينتابها اين هي اين نصرها التي اتت تكلله هنا !
هي لا تنتمي لهؤلاء الاشباح , لا تنتمي لهذا الكم من الاوهام تتلفت باحثه عن اي طاقة من أمل هي لا تمل الحلم ابدا لا تضيع بقايا امل داخلها تحتفظ به داخلها مهما زاد الالم مهما استبد بها الحزن و الضياع ما هذا من الذي يحاول ان يوصد الباب انتظر لا اريد ان ابقى هنا .
لا تغلق باب الاساطير لا تبقيني حبيسة دنيا الاشباح انتظر تستجمع ما تبقى لها من طاقه تسعى بضعف لكن بأصرار ناحية الباب مازال هناك خيط من ضوء تطير بكل طاقتها المتبقيه تصل اخيرا الى ماتبقى من الباب قبل ان يوصد كله تخرج يغشى عينها الضوء الخارجي للحظات يتبدد الوهن تدريجيا تستعيد نشاطها الان تتلمس جمال الواقع تنفض احلامها الوهميه تخلف وراء ظهرها الم الانتظار الوهمي تدور في افق اكثر رحابه تتلمسه جيدا تحاول ان تستوعبه ببطئ دون ان تبدد ما بذلته من جهد بيدها هي لتتحرر مردده عبارتها الشخصيه( خلقت الحياه لنحياها لا لنبددها في انتظار قادم خفي يمنحنا طاقة الحريه الكامنه داخلنا طاقة الحريه التي نمنحها نحن لارواحنا المتعطشه لها دون عطية من احد )